البعد عن سورية لا يخدم سورية ولا العرب.. هي المقاربة التي تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة وكل الدول العربية التي لم تقتنع يوماً بقطع العلاقة مع دمشق تحت ضغط الجامعة العربية ومن امتطى قرارها من الغرب.
فسورية وبعد ١١ عاماً من الحرب عليها أثبتت أنها فعلاً ركيزة الأمن القومي العربي وهي الجملة التي ملأت شاشات وصفحات الإعلام لدرجة أن زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى الإمارات خطفت الأضواء العالمية حتى عن أكبر الحروب والمواجهات الحاصلة في أوكرانيا.. فما يحصل اليوم في سورية يبلور مصير المنطقة، ويحدد معادلات إقليمية جديدة لها انعكاسها المباشر على ما يحدث عالمياً.
ثمة من انتفض من هول المفاجأة غربياً وقلق وخابت آماله، وثمة من يحاول إعادة حساباته في تركيا، لكن أردوغان المكبَّل بحبل الناتو وعقلية الإخوان يخشى من ركلة أميركية على معدته الاقتصادية إذا هو ذهب مع روسيا في سورية إلى حد تنفيذ الاتفاقات المعلنة في أستانة.
توقيت الزيارة الدمشقية إلى الإمارات يعكس مدى التطورات الهائلة والحاصلة على المستوى الإقليمي والعالمي والتي أنتجت موقفاً خليجياً يعكس الكثير من المواقف العربية، وقد يكون الصوت الأعلى في وجه المصرّين على مصادرة واشنطن للصوت العربي.
يسعى البيت الأبيض للتأثير وفرز الأصوات الدولية تجاه ما يحصل في المنطقة وأوكرانيا وإذا كان تقرير المجتمع الاستخباراتي الأميركي الصادر منذ عدة أيام يحذر من الصعود الحتمي لروسيا والصين وظهور التعددية القطبية مقابل سقوط الهيمنة الأميركية الأحادية فإن كلام البنتاغون عن عدم معرفته توقيت الانسحاب من سورية ومدى المهمة يثبت أن واشنطن لا تفكر برأسها بل باتت تراهن على التطورات والاختراقات المفاجئة وليس الاستراتيجيات.. إنها لعبة المفاجآت ويانصيب واشنطن هذه السنة.
نبض الحدث – عزة شتيوي