صفحات من تاريخ الأدب الروسي

الملحق الثقافي- علم عبد اللطيف:

كتب كثيرون عن ظاهرة القراءة عند الروس.. نقول ظاهرة لأنها فعل جمعي.. يقول متابعون.. الناس تقرأ في الشوارع.. وفي الحدائق، وفي أوقات العمل.. وفي السهرة.. القراءة ليست هواية مقتصرة على المثقفين والمهتمين فقط.. الكل يقرأ.. يقرؤون الكتب والمجلات والصحف.. يشترونها من شوارع تعرضها في المكتبات والأكشاك.. ومن الأرصفة.. يتبادلونها إعارة أو هدية..
هل كانت ظاهرة القراءة اللافتة وراء ظهور أجيال من الكتاب والأدباء والمفكرين والسياسيين عند الروس…؟ أم إن أدباء كبار عرفوا بغزارة إنتاجهم وعمقه وتنوعه.. وترجمت أعمالهم إلى كل لغات العالم.. ولاقت رواجاً لا نظير له بين كل أدباء العالم.. هل كان هؤلاء وراء انتشار عادة القراءة التي تحدثنا عنها؟..
في كل الأحوال.. لم تكن القراءة والمتابعة لتتم لو لم يكن ثمة كتب وأدب.. لكن الأمر أصبح يشكل علاقة جدلية بين الكتابة والقراءة.. يحيلان إلى بعضهما ..وتتزايد وتيرة تصاعد كل من الظاهرتين بفعل الأخرى..
الأدب الروسي أحد أغنى آداب العالم.. إسهامه في تاريخ الثقافة الإنسانية متميز وفريد. عكست أعمال مبدعيه التجربة الحياتية للشعب الروسي فلسفته أخلاقه. ونظرته إلى العالم والوجود في الأطوار التاريخية المختلفة. وفي هذا السياق أعطت الأرض الروسية البشرية عدداً كبيراً من عباقرة الأدب الأفذاذ. يكفي أن نشير إلى بعض القمم من عصور مختلفة. والتي يمكن أن يشكل أي منها مدعاة فخر أي أدب وأي أمة…ميخائيل لومونوسوف..الكسندر راديشيف..الكسندر بوشكين..نيكولاي غوغول..ميخائيل ليرمنتوف.. فيساريون بيلينسكي.. الكسندر هيرتسن ايفان تورغنيف..نيكولاي نيكراسوف.. فيودور دوستويفسكي..ليف تولستوي..انطون تشيخوف..الكسندر بلوك.. مطسيم غوركي. ايفان بونين.. بوريس باسترناك.. يفغيني زامياتين.. فلاديمير نابوكوف.. ميخائيل شولوخوف.. آنا اخماتوفا الكسندر سولجنستين..ياسينين.. والأدباء الروس لم يكونوا ظاهرة عابرة.. في فترة أو مرحلة زمنية معينة.. فقد امتد حضورهم عقوداً طويلة.. كانت الحالة السياسية والثقافية والفكرية تتطور وتتصاعد. ولم تكن ذات طابع واحد بحيث يعزى إلى الخطاب العام في الدولة أو الأمة الفضل في بروزهم.
الأدب الروسي ظهر في عصور مختلفة أخرى.. ما قبل عصر انتشار الكتب وترجمتها.. ويجدر أن نقدم لمحة موجزة عن تاريخ الكتابة في روسيا وتطورها، ونشير إلى مسألتين بهذا الصدد، الأولى هي استباقية المبادرة في الكتابة والإبداع في روسيا زمنياً مقارنة ببقية البلدان الأوربية، الثاني هي الثورة التي أحدثتها إجراءات القيصر بطرس الأكبر في روسيا.. التي أطلق فيها المجال للثقافة والفن والأدب في خطوة أراد منها منافسة الغرب ذاته.
الأدب في التاريخ الروسي القديم كان شيئاً مختلفاً عما يدعى أدباً اليوم، فلم يكن قصاً فنياً أو حتى شعراً خالصاً، فقد تعامل مع وقائع الحياة في مرحلة مبكرة من تاريخ روسيا، سمي (تاريخ الأحداث)، وهو أحد الأجناس الأدبية المبكرة التي قامت على إنجازات المؤرخين البيزنطيين، لذلك كان وقائعي الطابع، واإن قام على بعض الخيال الفني، السيرة الدينية تعاملت مع وقائع السيرة الحياتية للكهنة رجالاً ونساءً، وحين تتضمن سيرة حياة القديس بعض العناصر المتخيلة الخارقة، يتم التعامل معها بجدية وليس على سبيل التخييل، مثال، (ملحمة إيغور)..و (رسالة توسل دانيال المنفي).
وتاريخياً نشأ الأدب الروسي القديم انطلاقاً من عمل قام به الأخوان (قسطنطين-كيزيل 826م)، قدما من سالونيكي، وابتكرا لغة كنسية من اللهجة المحكية، لهجة السلاف في سالونيكي، ثم تلقى الروس من الغرب والجنوب أعمالاً من جنس الأدب الشعبي، قصصاً حول حياة الآباء المبشرين، ومنها سيرة حياة (يوحنا ملالاس فم الذهب)، الكاتب السوري البليغ في القرن السادس، إلا أن كاتب السير الأكثر أهمية في الأدب الروسي القديم هو (نسطور الراهب)، كتب قراءة في حياة ومقتل الشهيدين (بوريس..و.. وغليب).
في القرن الثامن عشر، ظهرت نماذج الأدب الكلاسيكية والتنوير في روسيا، بفضل (انتينوخ كانتمير..) و(ترديكوفسكي)، وهما الأقدم زمنياً في تاريخ الأدب الروسي في القرن الثامن عشر، وأحدثا ما يشبه القطيعة الجذرية مع التقاليد القروسطية، كما فعل القيصر بطرس الأكبر في المجال السياسي، وبعد رفض متعاظم لميراث روسيا القروسطي، عاد الكتاب والأدباء إلى الكلاسيكية، وأنتجوا أدباً تعامل مع ما هو عام ومشترك عند كل الشعوب وفي كل الأزمنة، لكن الكتاب الروس أسسوا لأدب حديث بعد عام 1730 مستمداً من الكلاسيكية الجديدة الأوربية والواقع الروسي، فطور ترديكو فسكي ولومونوسوف..نظاماً جديداً للكتابة الشعرية، وخلال القرن الثامن عشر ازداد عدد الكتاب، وبرزت ملامح مجتمع أدبي، وبدأت المجلات الأدبية بالظهور، ومعها التجمعات الأدبية غير الرسمية، لكن لم يكن ممكناً ظهور أدب جديد على الشاكلة الأوربية إلا بعد صدور تشريعات جديدة في مجالي الثقافة والتعليم بمبادرة من القيصر بطرس الأول، وفي باريس تأثر ترديكوفسكي بالنقاشات الجارية حول الرواية أكثر من الشعر، ولم يكن ثمة رواية في روسيا كظاهرة ثقافية، ولم تصبح موجودة إلا في القرن التاسع عشر، وكان مشروع لومونوسوف الشعري الضخم (بطرس الأكبر)..1761 علامة بارزة وإن لم يكتمل، واقتفى بوشكين خطى لومنوسوف، في أسلوبيته، وبعد سطوع نجم بوشكين تراجعت شعبية لومنوسوف، وبين عامي 1770 و 1774 تعاون بوبوف وتشولكوف على إصدار أول مجموعة أغانَ روسية (800) أغنية أدبية وشعرية. ووسع بوشكين أفقه الإبداعي ليشمل الدراما، وتعتبر قصة (ناظر المحطة) علامة مهمة في القص الروسي، وكتب (تراجيديات قصيرة) و (الضيف الحجري) و(احتفال اثناء الطاعون) و(بنت البستوني)..
إصدارات مفصلية
كتب تشولكوف رواية (الطباخة الجميلة.. مغامرات امرأة فاسقة)، وأصدر نوفيكوف مجلته الانتقادية الجديدة..(الرسام)، وبحث نيكولوف عن أساليب لتجديد فن التراجيديا، واهتم بالمضمون الفلسفي والسياسي لصراعات زمنه، وبعد ذلك تم الانتقال إلى العصر الحديث.. فظهرت (السنتمنتالية) وبواكير الرومانتيكية في روسيا مع قيام الثورة الفرنسية واستمرت مع صعود النابليونية، فصدرت قصة بوشكين الشعرية.(رسلان ولودميلا) متمثلة الرومانتيكية بشكل دقيق، وفي الأدب السنتمنتالي تم النظر إلى أن الإنسان فرد، شخصية مستقلة بذاتها، وبدأت التطورات الحاصلة في الحياة الأدبية الأوربية تؤثر في الحياة الثقافية الروسية في نهاية القرن الثامن عشر، وفي بداية القرن التاسع عشر شهدت روسيا ذروة صعود الرومانتيكية، وامتدت من عام 1820 وحتى الحرب العالمية الأولى، مع تركيز قوي على الشعر، مع أن بوشكين تحول من الشعر إلى النثر. وكتب (قصص بيلكين) التي أسست للقصة القصيرة الروسية، وكذلك غوغول وليرمانتوف، وفي سبيل السعي إلى الجمهور نشأ ماسمي (المجلات السميكة)..مكتبة القراءة لمؤسسها أوسيب سنكوفسكي. ثم مجلة بوشكين (المعاصر) و(نداء الوطن). وفرت هذه المجلات زاداً ثقافياً مهما للقراء، وخصوصاً بعد ظهور المواد النقدية فيها، وبعد أن لمع نجم (فيساريون بيلينسكي)، الناقد الأدبي الأبرز في القرن، وبفضله احتل النقد الأدبي الروسي مكانة مهمة في تاريخ الثقافة الروسية، وكانت أول رواية تاريخية في روسيا 1829 من كتابة (ميخائيل زاغوسكين) بعنوان (يوري ميلوفسكي)، من واقع النزاع الروسي البولندي، ثم ظهرت روايات لـ (ايفان كلاشينكوف).. (ابنة التاجرجولوبوف) وكانت روايات (ايفان لاجيتشنيكوف) من الروايات الممتازة (البيت الثلجي.. و(الكافر) و(حارس ايفان الرهيب). وأصدرت كاتبات عديدات روايات اجتماعية.. الكونتسية (ايفدوكيا روستوبتشينا) كتبت رواية (الرتبة والمال) و(المبارزة).. أيضاً(ايلينا فادييفا) كتبت رواية (المثل الأعلى). أما (ناديجدا دوروفا) التي خدمت في سلاح الفرسان، فهي نسيج لوحدها، نشرت في مجلة (المعاصر) مذكراتها، ثم كتبت القصص الفنية والرواية، ثم بزغ نجم (نيكولاي غوغول)، أحد الكتاب الرومانتيين الروس الثلاثة الكبار، حقق أول نجاح له في المجموعة القصصية (أمسيات في مزرعة قرب قرية ديكانكا).. وأنعش غوغول النثر الرومانتيكي بمجموعة أعمال (ميرغورود) و(المفتش العام).. وظهرت أعظم قصصه (المعطف) 1842 وأثرت هذه القصة في تطور الأدب الروسي، ثم قصة (تاراس بولبا) و(الأرواح الميتة)..ثم بدأ تورغنيف مشواره الأدبي بالشعر، مقتفيا خطى بوشكين، وكتب (بطل من هذا الزمان).. وقصة (مومو) و(بقعة هادئة)….ووصلت روسيا أدبياً إلى المدرسة الطبيعية بحلول القرن التاسع عشر، ولعب بيلينسكي دور المرشد لكوكبة الكتاب الذي ولجوا ميدان الأدب، وغادر بعدها 1839 بيلينسكي موسكو إلى سان بطرسبورغ، وبدأ صرخته .. ليس عندنا أدب.. لكن بدايات أدب، إلى أن ظهر (فيودور دوستيفسكي)1821-1881 مبتدئاً بمخطوط (الفقراء) الذي أعلن نيكراسوف بعده عن ولادة عبقري حقيقي، وأخذ المخطوط الى بيلينسكي قائلاً إن غوغول جديداً قد ظهر، وأعلن بيلينسكي بعد قراءته أن كاتباً موهوباً قد ظهر، ليست رواية الفقراء عملاً ذا نكهة حديثة، لكنها تفصح برأي النقاد عن سمات دوستويفسكي كروائي مستقبلي بتركيزه على البيسكيولوجيا الإنسانية، الشخصيات المهزومة والمأزومة، ، ثم ظهرت له رواية (البديل)، وبعدها اتبعها بثلاثيته..(الطفولة-حياة جديدة-سر)، ثم (قلب ضعيف)..واستكمل بقية رواياته بعد نفيه إلى سيبيريا. (ذكريات من بيت الموتى).. ثم (الجريمة والعقاب)، و(الإخوة كارامازوف)..و(الأبله)..و(نيتوتشكا نيزفانكا)..ثم رواية (الشياطين)، وبرز خلال الفترة ذاتها (ميخائيل سالتيكوف)..و(ايفان غونتشاروف)..و(الكسندر هيرتسن)، و(الكسي بيسيمكي)والشاعر (ياكوف بولنسكي) والشاعر (نيكولاي نيكراسوف)و(ابولون مايكوف)..و(الكسندر اوستروفسكي).. وصولاً إلى القرن التاسع عشر وعصر الواقعية. وهي فترة ذروة مجد النثر الروسي، فقد طرح تشيرنشيفسكي مسألة العلاقات الجمالية للفن بالواقع، وبلغت أسماء دوستويفسكي وتولستوي وتورغنيف وليسكوف أوج المجد باداعاتهم خلال ربع قرن.
دراسات نقدية
واكبهم النقاد الكبار تشيرنشيفسكي ودوبروليوبوف وبيساريف وغريغوريف، وتزامن ذلك مع فترة حكم الكسندر الثاني، صاحب الإصلاحات الواسعة وتحرير الأقنان، وكان الأدب الروسي في عصر الواقعية بارزاً ومتميزا برؤيته الخاصة والجديدة للإنسان المتحرر أخلاقياً وفكرياً من ماضيه، وكان تولستوي يتلمس طريقه لإبداع ملحمته التاريخية (الحرب والسلم)، وأتمها في عام 1869، ثم كتب (بوليكوشكا)، ثم (آنا كارنينا)، وشهدت الفترة اللاحقة هيمنة شخصية تولستوي الأخلاقية في روسيا.. وطور وجهة نظر سماها (التولستوية) مفادها عدم مقاومة الشر بالعنف، جسد مقولته هذه في روايته(موت ايفان ايليتش)..ثم (اعترافات شبابي)..ثم رواية (الشيطان)، ورواية (البعث)، ورواية (القوزاق). وبعد وصول مشوار (غارشين) القصصي إلى نهايته برز (أنطون تشيكوف 1860-1904) كاتباً قصصياً ومسرحياً، وكان الأبرز بين الكتاب الروس في زمانه، أربك النقاد بأسلوبه ولغته الساخرة، قال إن هدف الفن الحقيقة غير المشروطة، وإنه يعتمد على القارئ الذي يفترض إنه سيضيف العناصر المفتقدة في القصة، كتب مئات القصص، وبدأ بنشر قصصه تباعاً، وظهر في الآونة نفسها كل من (الكساندر كوبرين) و(ومكسيم غوركي).. الذي نشر في عام 1907 روايته(الأم).. وهو اسم مستعار لـ (الكسي بيشكوف)، وصولاً إلى قرن منقلب الحداثة، القرن العشرين، الذي أعلنت فيه اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي قراراً يقضي بإشرافها الكامل والشامل على كل ماله صلة بالأدب والفن.
هناك ظاهرة عرفناها في سورية.. هي وجود مكتبات كبيرة في المدن السورية، خاصة دمشق، متخصصة باقتناء وبيع الكتب الروسية، ولا يعزى الأمر لـ (دار التقدم) السوفييتية فقط، في تسويق وترويج الكتاب الروسي، بل إن هذه المكتبات كانت دوماًَ تؤمن جميع الكتب الروسية ومن فترات مختلفة، بحيث يباع كتاب غوعول مثلاً مع كتب لينين، وروايات جنكيز ايتمانوف مع كتب دوستويفسكي وغوركي. واللافت هو الإقبال الكبير على اقتناء الكتب الروسية بحيث أصبحت تقليداً مهماً عند الشباب، تقاس ثقافتهم بمدى اطلاعهم على الأدب الروسي، ومن لم يقرأ الأدباء الروس فهو مقصر ثقافياً، وما تزال مكتبات البيت، ولدى أجيال عدة، كتب الأدب والفكر الروسية، متميزة عن غيرها بكثرتها وتنوعها.

التاريخ: الثلاثاء22-3-2022

رقم العدد :1088

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا