الثورة – رنا بدري سلوم :
لا انفعالات في ملامحِ وجوهنا، قد قضّت الحياة التي نعيشها على حيويتنا، لنبدو ريبوتات تعيش في عالمٍ رقميّ لا حراك فيه، تضيع دهشتنا، وخطوط الزمن التي تفرش نفسها على مساحاتنا تنذر بأن هناك محلا ما, هو حقاً ترابط الجسد بالروح باللغة بالصوت والحياة، علومٌ لا يمكن فهمها في فينة من الزمن، لكن لابد من العودة إليها لننقذ ما تبقى من صلتنا مع جسدنا التي تتفوق على الكلمة والصوت لتأخذ 55% من نسبة تواصلنا مع الآخرين في رسائل غير لفظية، وفقاً لما صرّح به الدكتور “هيثم محمد علي” دكتوراه في اقتصاديات التعليم ، مؤكداً على أنه لابد من منهاج أكاديمي متخصص بعلم التواصل ولغة الجسد، فرغم وجوده في بعض فروع التربية والعلوم الإنسانية، إلا أنه حاجة ملحّة لسوق العمل، فسر أي عمل ناجح هو كيفية التواصل مع الآخرين والتفاعل معهم والقدرة على فهم مهارات التواصل بدءا من رأس الهرم الوظيفي ضمن البيئات الوظيفية.
“وكأي قطاع هناك من يرى أنه سيجني الأرباح بمجرّد أنه حصل على شهادة واحدة من علوم مهارات التواصل، فيفتح بها دكاناً، لينتشر كالنار في الهشيم، فلا مصداقية ولا محتوى معرفي يذكر”, وهو ما أشار إليه الدكتور علي لافتاً إلى صعوبة التصحيح للمتدرّبين في تلك الدكاكين بسبب معلوماتهم الخاطئة ولابد من إعادة صياغة هذا المحتوى القيّم في علم مهارات التواصل، الذي هو في نهاية الأمر وعي مجتمعي قيّم، وعملية بناء جديدة، فهذا السوق ليس له ضوابط ولا قانون يردع المتطفّلين، وهو ما دعا إليه الدكتور علي وزارة التنمية الإدارية أن تأخذ دورها الواضح والصريح في قوننة عمل هذا القطاع، الذي رخّصت له بعض الوزارات كوزارة السياحة والشؤون الاجتماعية والعمل, ذاكراً بعض المعاهد الخاصة والاتحادات التي تمنح شهادات يتم تصديقها من وزارة الخارجية دون أي مراقبة على المحتوى المقدّم, منوهاً أن هذا “السوق” وهو ما لا يفضّل تسميه، باعتباره علما تنمويّا يتبع إلى وزارة التنمية الإدارية التي بجهتها عليها ضبط العمل في الحصول على مثل تلك الشهادات، مقترحاً أن تقوم المراكز الثقافية بندوات معرفيّة تخص هذا العلم المتشعّب لما يعكسه من نجاحات على الإنسان والذي يشكل سبعين بالمئة من خلال وعيه بالبيئات الوظيفية والأسرية والتي نتواصل من خلالها بشكل فطري وتقليدي منذ زمن أرسطو واسكندر المقدوني.
السابق