إلى أمي والراحلات من الأمهات

الثورة – سهيلة إسماعيل :
تعلمنا الأم الكثير دون أن تقول كلمة ودون أن تشرح ما تريد تلقينه لأولادها وأمي مثل جميع الأمهات فقد علّمتني أمي بصبرها وتحملها لقساوة الزمن أننا نكون أقوياء بقدر ما نستطيع النهوض بعد كل أزمة تمر بنا , وأننا بعد كل تجربة صعبة نقطف ثمار الثقة بالنفس والقوة الداخلية لأننا استطعنا أن نخرج منها .
علّمتني أن تلك الآهات المنطلقة من حنايا القلب والدموع المتساقطة من مآقي العيون ما هي إلا سحب متلبدة تمطر بعد رحلة طويلة في سماء فسيحة. نغسل بها جروح القلب وعذاب النفس ، ثم نبدأ من جديد بإدخار الكثير منها لتكون رهن إشارتنا عند الحاجة ، وأن الدرب التي اختارتها ، والطريقة التي نهجتها خلال حياتها ثم أورثتني إياهما، تكلفان الكثير من المشاق حتى أستطيع أن أسلكهما، فالدرب مليئة بالمنعطفات القاسية والعثرات المعرقلة والأشواك المؤذية، أما الطريقة فلا تناسب الأساليب التي يبتدعها الآخرون لإلحاق الأذى بي .لكنها لم تعلمني كيف أبتكر أساليب المكر والحيلة والخداع.
علمتني أن أجرع كؤوس العلقم، وأن أبحث بعدها عن مذاق حلو، أصنعه من قساوة التجربة وغدر الزمن، وأستعين به لأيامي القادمة .
وأن المبادئ السامية والمعتقدات التي آمنت بها وأرضعتني إياها هي أسس متينة، نبني وفقها شخصيتنا، بهذا الشكل دون سواه .لكنها لم تعلمني أن لمبادئنا مبادئ “مضادة” لدى الآخرين، لهذا تكلفنا الكثير من عذاب الروح وتحترق بها مراحل العمر الفاني، ثم نكتشف بعد حين أننا اختزلنا أيام الفرح إلى سويعات قصيرة ، نستمد منها التفاؤل لمواجهة الآتي رغم قصرها .
علمتني انتظار الأمل مهما كان بعيداً ونسيت أنه قد لا يأتي. وأن أصمتَ إذا ما اتهمني الآخرون بالتهم الباطلة وألا أعير انتباها لما يقولونه عني. فهم أحرار في تأويلاتهم. ومن صِغرهم أستمد كِبري وكبريائي ومن ضعفهم تزداد قوتي وثقتي بنفسي. علّمتني أن أحتفظ بالسّمو والترفع عن كل ما هو صغير في عالمنا. وأن أقابل حقد الناس بحب كبير كِبر النفس الإنسانية , وأن يكون الصدق شعاراً لتعاملي معهم مهما اتسعت مساحة الرياء والغش. علّمتني أن الصعود إلى القمة يسبقه دائما سقوط في الهاوية.
كل هذا علمتني إيّاه أمي، ولم يخطر في بالها أن الحمل ثقيل عليَّ, وأني قد أتعب ويضنيني المسير , فأخرج للبحث عن محطة للراحة في حضنها الدافئ لأغفوَ على صدرها الحنون. وأن الخوف يمكن أن يتسرب إلى قلبي إذا لم أستطع أن أكون كما أرادت . والآن بعد رحيلها سأكون كما علمتني. لأن طيفها وروحها سيبقيان معي ما حييت.

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا