من باب السخرية المرة التي تقتل بفجائعيتها أن نتحدث مثلاً عن أهمية الغابات وغيرها من مكونات الطبيعة ونحن نمسك منشاراً كهربائياً عملاقاً يعمل دون توقف قطعاً بغابات الأمازون رئة العالم .
أو غيرها من الغابات في أي مكان من العالم …أمس كان العالم يحتفي بما أسماه ساعة الأرض أي العمل قدر الإمكان على تقليل الانبعاثات الغازية وتخريب البيئة وغيرها من أجل الحفاظ على هذا الكوكب الذي احتلبه واعتصره النظام الرأسمالي الغربي ومازال .
ولذر الرماد في العيون ابتكر مصطلحات كثيرة كلّها لا قيمة لها على أرض الواقع لأنها كما مصطلحاته السياسية خارج الواقع والتنفيذ وهو أول من يعمل عكسها تماماً .
هل تصدقون أن واشنطن التي تعارض معظم الاتفاقات والمعاهدات التي توقع من أجل الحفاظ على هذا الكوكب وهي- واشنطن- التي تلوّث الجو بكلّ ما لديها من مصانع مضرّة بالبيئة وأساطيلها في البحار والمحيطات ..؟
هل توقف شيئاً من ممارساتها هذه؟
ليتها وقفت عند هذا الحدّ ..لقد وصلت إلى سياسة الأرض المحروقة وتدمير البنى التحتية في الكثير من دول العالم ..وهل من جريمة أشنع من إقامة المختبرات البيولوجية السميّة في أوكرانيا واستخدام الطيور لنشر الأوبئة الفتّاكة وتسميم مرافق الحياة كلّها ؟
هل من يفعل ذلك يهتم بما يسمى ساعة الأرض ..إلا إذا كانت لذر الرماد في العيون .؟
يكفي هذا الكوكب ما حلّ به وليس من باب التشاؤم ولكن الوقائع كلّها تشير إلى أن دماره سيكون على يد الغول الأميركي المتوحش وحينها لا ينفع شيء .
لقد حان للمنظمات العالمية أن تملك الجرأة وتعلن أن واشنطن تقود الكوكب الأرضي إلى حتفه كما تفعل عسكرياً وسياسياً واجتماعياً ..ولابدّ من المواجهة التي تضع حداً لهذا التغول .
البقعة الساخنة – ديب علي حسن