سار منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم خطوته الثانية تحت قيادة المدرب غسان معتوق وهي ختام التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم قطر 2022، وكانت بكل المقاييس، ناجحة، صحيح إننا لم نفز، لكننا أيضاً لم نخسر، وذلك بتشكيلة من اللاعبين أخذوا الفرصة وكانوا أهلاً لها، وليت هذه الفرصة كانت مع بداية التصفيات لكان حديثنا يختلف الآن، وكنا سنبارك لأنفسنا أننا ضمن المنافسة في الملحق.
بلغة الأرقام، أحرز منتخبنا أربع نقاط في المباراتين الأخيرتين، بينما كان الحصاد في المباريات الثماني التي قبلها، نقطتين فقط!! إذن يمكننا القول:إن الأمتار الأخيرة قطعها منتخبنا بسرعة، ولكن في الوقت الضائع، وعليه انتهى المشوار، وأسدلت الستارة، وسننتظر أربع سنوات أخرى كي ندخل تنافساً مشابهاً!!
فهل قدرنا أن نبقى متفرجين على المنتخبات الأخرى ولاعبيها؟! وهل الوصول إلى كأس العالم سيبقى حلماً ولن يترجم إلى حقيقة..!!؟
أسئلة مشروعة لكل عشاق اللعبة، بعد أن أضعنا الفرصة المواتية لنكون في كأس العالم!! أضعناها بالإهمال والتقصير والتخبط، وبالميول للمصالح الشخصية وضرب المسؤولين عن كرتنا في اتحاد الكرة عرض الحائط بكل المشاعر والأحاسيس والأحلام، وذهبوا وراء مصالحهم على حساب سمعة كرتنا وتطلعات عشاقها.
لن نقف على الأطلال الآن ولن نبكي لخسارة وقعت وفرصة ضاعت يجب أن ننظر إلى الأمام بعين التفاؤل ونؤكد أنه آن الأوان لصحوة ونهضة في كرة القدم السورية، وحان ليكون الرجل المناسب في المكان المناسب، ويقود الدفة من هم أهل لها، وأن نبني منتخباً جديداً منذ الآن، أهدافه واضحة وتطلعاته مشروعة وطموحاته قابلة للتحقيق، تكون له شخصية الفائز والساعي إلى كأس آسيا أولاً ثم الدخول إلى كأس عالم جديد والتفوق فيها.
المعادلة ليست مستحيلة، وثمة تجارب كثيرة يمكننا أن نتعلم منها الكثير، وملاعبنا ولادة وزاخرة بالخامات، ولدينا بالمنتخب الأول والأولمبي والشباب، مواهب كثيرة، وعلينا أن نحسن اختيار الكفاءات المخلصة والصالحة للعمل.
ما بين السطور- عبير يوسف علي