اشتعلت الحرب الأوكرانية الروسية في حالة اضطرارية، لأجل حماية الأمن القومي الروسي في مواجهة الأميركي المتغطرس، الذي يحتال لتوسيع الحلف الأطلسي الناتوي، بدول تحاصر أياً يجاري قوته. تورط مع روسيا، قلبها القيصر إلى حرب أعادت المعارك إلى القارة الأوروبية.
روسيا الدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، دخلت حرباً اشتعلت في رؤوس ليس السياسيين فقط، وإنما شعوب العالم كله. لما لها من تأثيرات على البشرية، حرب أنتجت أسئلة صعبة معظمها بلا أجوبة حالياً، وليس لها نبوءات ولا استشرافات مستقبلية. أسئلة محيّرة ؟؟ ..
هل نحن في النهاية أمام خطوط يمكن لها أن ترسم خرائط عالم جديد، على ضوء نتائج هذه الحرب، وهل ستكون خاصة بمنطقة الاشتباك ومحيطها، أم تمتد إلى أماكن أخرى في العالم.. هل ننتهي من حالة التسلط، التي تمارسها القوة الوحيدة (العظمى) بعد تفكك الكتلة الاشتراكية.
هل سنرى عالماً يسوده نظام متعدد الأقطاب، يكسر ممارسات سلطة أميركا المصلحية؟. هل تعدد الأقطاب يبيح للدولة التي تصبح قطباً، التفرد بمصير الدول الواقعة في مداها الحيوي؟. هل سنرى مزيداً من تقطيع الشرايين الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية، على صوت وقع القذائف؟.
هل يطغى التسلح المحموم، على هموم الأوبئة والاحترار المناخي، وجموع الفقراء الحالمين بالهجرة من بلدانهم المتصدعة الكئيبة؟. هل ستؤثر الحرب الأوكرانية على حياة دول يعبر منها الغاز والقمح وأنابيب شبكات التوريد؟. هل الضربة الروسية قاسية بالقدر الذي يضر بأميركا؟.
أميركا المتغطرسة أساءت في إدارة العالم؛ بعد انتصارها بتفكيك الكتلة الاشتراكية. هشمته بقصد العمل على ربط الجميع بعجلتها، لتكون نقطة المركز، والجميع يدور في فلكها.. بينما الصهيونية العالمية ماتزال تحكمها، وترتع في مرابع البيت الأبيض، وعقل أعضاء البنتاغون..
الحرب الأوكرانية أخطر من الكورية والفيتنامية، والأفغانية وحروب الشرق الأوسط. بدءاً من حرب العراق وإيران، وغزو العراق، مروراً بالربيع العربي المفتعل، وليس اليمن آخرها، وقبله الحرب الكونية على سورية، وما لحق بدول أشعلت فيها أحداثاً؛ كما حادث برجيها التجاريين.
لا تهتم أميركا لمدى الضرر الذي يمكن أن يلحق بأي دولة حتى لو كانت أرضها، النتيجة في النهاية تحقيق مآربها، في بسط سلطتها وفق مخططها.. بما يحقق أهدافها العنصرية. شيطنت أوكرانيا وروسيا، كيف سيخمد الحريق البيني، وهل من صمام أمان كما كان في زمن القطبين.
مجلس الأمن شاخ وما عادت فاعليته نافذة.. فقد هيبته ولم يعد من مهامه إلا توزيع المساعدات والضمادات، لجراح لا يملك لها دواءً شافياً، فلا يفض النزاعات والاشتباكات، ولا يمكنه وقف الحروب. أفقده الكيان الصهيوني مبرر وجوده بضرب قراراته عرض الحائط وإدارة ظهره له.
التاريخ يُكتب بمداد المنتصرين، ويمنح مقعداً لمن مبضعهم ينجح بإنجاز الجراحات العظمى وإعادة رسم خرائط وموازين قوى جديدة. حتى لو فاق عدد ضحاياه عدد مناصريه. التاريخ يرسم على صفحاته صوراً لمن يقتحمون الزمن ليضعوا فيه لأنفسهم مكاناً بارزاً لا ينسى..
وتبقى الإجابة عن الأسئلة الصعبة رهن نتائج الحروب، وما يمكن أن يطول المؤسسات والمنظمات الدولية، بما فيها مجلس الأمن، هل أنهكه الزمن أم نوائبه، أم قلة حيلته وهيمنة من أضاعوا هيبته. حتى صار من الهشاشة بمكان، فخارت قواه.. وانكسرت قوة شوكته.. أم هرم واحدودب ظهره.. وبدأت ورقة نعيه تجمع حروفها.. ترى هل من شيء يمنحه قبلة الحياة؟.
إضاءات- شهناز صبحي فاكوش