الثورة- تحقيق- سلوى إسماعيل الديب:
برغم ما قدمته وتقدمه فرق طوارئ الكهرباء من جهود، يبقى هناك خلل في عمل بعضهم في مكان ما ، وعلى سبيل المثال ، حي كرم اللوز بحمص وخصوصاً شارع “كامل قصاب” حي منسي خدمياً وكأنه خارج المحافظة، لا كهرباء ولا مياه، قمامة متراكمة ، وحوادث أمنية..
الثورة خلال جولتها في المكان تحدثت مع عدد من الأهالي للاطلاع على الواقع الخدمي فيه.
*حاجة ملحة..
“صالح مطلق” من أهالي الحي أشار لانقطاع الكهرباء في الحي منذ خمسة عشر يوماً، بشكل متواصل، وأطلعنا على السلك المقطوع فيه وحجم تلفه، وأكد على ضرورة تبديله ، فطول الكبل لا يتجاوز عشرة أمتار، الورشات قد قامت بوصله بطريقة غير مهنية، وتحدث عن قيامه بزيارة مدير كهرباء حمص الحالي مع مجموعة من أهالي الحي وإبلاغه بالواقعة التي أدت لعدم وصول المياه للطوابق العليا، فهو أحد الأشخاص الذين يضطرون لحمل المياه بالسطل للطابق الرابع، لقضاء الحاجات الضرورية في المنزل من تنظيف وغسيل وغيره.
*عدم استجابةالطوارئ..
أكد أهالي الحي عدم استجابة شركة الكهرباء لجميع الشكاوى المقدمة من قبل الحي إلا عند دفع مبالغ نقدية، وفقدان الثقة بين المواطن وفرق الطوارئ.
وبأنها ليست المرة الأولى التي ينقطع فيها التيار الكهربائي لهذه المدة، فهم منذ عامين يعانون، وعند مراجعتهم لمديرية الكهرباء بشكوى على فرق الطوارئ وعدم استجابتها كانت الإجابة بأنهم قاموا بتغيير الإدارة، متسائلاً : ما الجدوى من التغيير إذا لم يتغير أسلوب العمل؟ ولماذا لا يُخالفْ من يقوم باستجرار الكهرباء بطريقة غير مشروعة؟
و لماذا العقاب جماعيا؟ والأهم كيف قاموا بوصل فازين مع بعضهم ضمن العامود؟
*الإصلاح عمل شعبي..
وأكد “محمد إبراهيم” بأن عمليات إصلاح الكهرباء أصبحت عملا شعبيا، يجب جمع المال من الأهالي لإصلاح العطل، في وقت الناس تعاني فيه من ضيق ذات الحال. فعندما قصد فرق الإصلاح أكثر من مرة كان الرد دائما اجمعوا المال من بعضكم ونحن نصلح .
أما “أبو كنعان” فأشار لتقديمه عدة طلبات لقطع الشجرة التي تتشابك أغصانها مع أشرطة الكهرباء فتنقطع الأشرطة كل فترة، ولم يلق استجابة، وأن كافة أدواته الكهربائية في المنازل بالإضافة لشاحن الموبايل، قد تعطلت بسبب ضعف الكهرباء، إضافة لعدم مقدرة الأهالي على إصلاح ما يتعطل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، فقد اضطر بعض الناس لشراء أجهزة حماية لكافة الأدوات الكهربائية، مما فتح باب الاستثمار للبعض ،حيث وصل سعر المنظم لمليون ليرة سورية بظل عدم مقدرة أغلب الناس على شرائه ، وأضاف بأن جاره صاحب محل بخ ودهان سيارات، توقف عن العمل منذ ثلاثة أشهر بسبب الكهرباء علماً أنه ليس لديه دخل أخر.
*لا عدل في التقنين..
أما “نسرين اليوسف ” تحدثت عن مشكلة التقنين وعدم العدل بين الأحياء وقالت في الحي المجاور لهم تأتي الكهرباء وفق التقنين، بعكس حيهم.
وأكدت أنهم أبلغوا شركة الكهرباء عن نوع السيارة ورقمها التي تقوم بسرقة الأكبال الكهربائية، ولم يحركوا ساكنا، وأشارت لتقبلهم للتقنين وترتيب حياتهم على أساسه، ولكنهم لا يحصلون على مخصصاتهم حتى لو كانت نصف ساعة، وقد سجلوا العديد من الشكاوي في غرفة الطوارئ ، لانقطاع الأسلاك في الطريق دون مجيب، وكثيرا ما تسرق الأكبال بسبب عدم استجابة ورشات الكهرباء للشكاوي، فغدا الأهالي يحضرون ورشات خاصة لإصلاح الأعطال الحاصلة، وأشارت لقيام شركة الكهرباء بوضع محولة جديدة عند خزان “السمون” ولكن الوضع لم يتغير ، وعذر شركة الكهرباء بأن أغلب الأهالي ليس لديهم عدادات كهرباء ، ويستغرب الأهالي لماذا لا تركب الشركة العدادات للجميع؟ وعندها يلتزم الجميع بدفع الفواتير.
*لا قارئ للساعات الكهربائية..
ومن الملفت للنظر عدم قدوم الجابي لأخذ رقم العداد حيث يقوم الموطنون بأخذ الرقم للشركة عند تسديد الفاتورة ، خوفاً من تراكم الفواتير وتجاوز القيمة العليا فتتضاعف قيمة الفاتورة.
وأكد “حسن دياب” بأن المواطنين قدموا طلبات لتركيب العدادات منذ أكثر من عامين، ولازالوا ينتظرون حتى الآن .
وأن عمال الورشات لا يملكون أي احترافية أو مهنية في العمل، فتتم عمليات التركيب بعشوائية، وسوء في عمليات وصل الأسلاك .
*حالة إنسانية..
وخلال الجولة استوقفتني حالة إنسانية لسيدة عجوز في عقدها الثامن تدعى “أم فادي” مريضة ضغط وسكري، ليس لديها معيل ولديها ابنة معاقة وعاجزة، منزلها لا تدخله الشمس ، معاناتها مضاعفة بظل انقطاع الكهرباء وما ينتج عنه من عدم مقدرتها على غسيل ملابس الفتاة وما تحتاجه من عناية خاصة ونظافة، وإن المريضة عند المساء وانقطاع الكهرباء تصرخ طوال الوقت، فكثيرا ما تقوم بغسل الملابس يدوياً .
*تعطل بعض المصالح..
و شكى أحد أصحاب مغاسل السيارات في المنطقة من عدم قدرته على دفع أجور العمال بسبب انقطاع الكهرباء واضطراره لشراء المازوت بالسعر الحر، والأمر غير مجد اقتصادياً.
وأشار البعض لحدوث العديد من السرقات، والحوادث الأمنية بسبب وجود منازل خالية من السكان ، حيث قام مجهول بطعن طفل في أحد المنازل المهجورة .
*انتشار الحشرات..
وخلال الجولة توقفنا عند بناء جامع “أم سلمى” غير المكتمل والتابع لمديرية الأوقاف فقد تحول لمكب للنفايات بطريقة مؤذية حيث يجلب الحشرات والزواحف والقطط، وتحدثت السيدة المقيمة قبالة المبنى عن معاناتها من هذا الأمر بسبب إصابة زوجها وأولادها باللاشمانيا.
وأشار أحد الحضور إلى الحديقة الوحيدة في الحي مزروعة بأشجار الزيتون الكبيرة و هي رئة المكان ، فقد تفاجأ أهل الحي ببيعها من قبل البلدية لأشخاص قادمين من مناطق أخرى، وتخوف السكان من قيام مالكها الجديد بقلع الأشجار وإقامة مبان سكنية ، وما سينتج عنه من اختناق في الحي .
* مجلس المدينة في إجاباته..
نائب رئيس مجلس المدينة “نادر عفوف”أجابنا على تساؤلاتنا قائلاً: بالنسبة للكهرباء قسم كبير من الحي مهجرون، يستجرون الكهرباء بطرق غير شرعية مباشرة من الشبكة، مما أدى لأضرار كبيرة..
وأضاف “عفوف” تواصلنا مع مدير الكهرباء باجتماع رسمي مع لجان الأحياء وتم حل المشكلة بتزويدهم عدادات مؤقتة، لكن حتى اللحظة لا تزال هناك خطوط باستجرار غير نظامي، أما انقطاع الأمراس الكهربائية فهي مشكلة عامة في الأحياء، وأهمها السرقة، وعند التواصل مع مديرية الكهرباء يتم الإصلاح لكن بعد فترة لقلة الأمراس في المستودعات ولضعف العتاد من روافع وعمال للسيطرة على كامل الأحياء.
*لا تعاون من الأهالي..
وقد قام “عفوف” بالتواصل مع مدير النظافة لزيادة وتيرة النظافة في الحي،وأكد بأنه لا يوجد تعاون كافِ من الكثير من الأهالي، ورمي القمامة خارج أوقاتها وسنرسل آلية لبخ الحشرات والقضاء عليها وذلك بعد انحسار المنخفض.
وأكد بأنه بالنسبة لقطعة الأرض فهي من أملاك المدينة مخصصة للمنذرين بالهدم، توزع قانوناً لمن تم هدم منزله بسبب وجوده بأستراد أو حديقة..
أما الجامع .هذا الموضوع يطرح بمديرية الأوقاف، إما لتأهيله، أو تنظيفه ثم إغلاق منافذه كي لا يكون مكبا للنفايات.
*مديرية الأوقاف ترد..
مفتي حمص “زهير الأتاسي” تحدث عن وضع المسجد قائلاً: نحن نعمل ضمن الإمكانيات وسنقوم بدراسة الأمر مع البلدية ومتابعة إمكانية الإنشاء والعمل لإزالة الأوساخ، لكن عملية إكماله تحتاج لسيولة مادية، ونحن لدينا ضرورات و سنقوم بزيارة الموقع ونعمل المناسب.