بوقاحة و غباء لا يقع فيه سوى المراهقين السياسيين صرح الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخراً في وارسو بأنه لا يجب أن يستمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسلطة .. الأمر الذي فسره الكثيرون سعي الولايات المتحدة الأميركية إلى العمل و التآمر للإطاحة بالرئيس الروسي و تفصيل رئيس آخر على مقاس الغرب ..
بعد هذا الخطاب الجاهل و غير المسؤول للرئيس الأميركي استنفرت الخارجية الأميركية و حاولت الترقيع على تصريحات جو بايدن مؤكدة أنه ارتجال شخصي و خروج عن النص و أن هذا الكلام لم يكن مكتوباً بالخطاب المعد له مسبقاً ….
سياسة الولايات المتحدة مصرة على نهجها العدواني و الإرهابي المتبع منذ تسعينيات القرن الماضي المتمثلة بتغيير الرؤساء و خلق سياسة الفوضى في الدول التي لا تمشي في ركب سياستها الإرهابية ..
هذه السياسة ظهرت جلياً في عصر الرئيس بيل كلينتون عندما تبنى توصية الكونجرس الأميركي عام 1998 حول العراق …
باراك أوباما تابع المشوار و استمر على نفس السياسة من خلال “الثورات الملونة” في ليبيا و تونس و اليمن و مصر و سورية ..
سورية التي استطاعت إفشال هذه السياسة بانتصارها على الإرهاب الأميركي العابر للقارات بدعم الحليف الروسي و تم القضاء نهائياً على مخططات أميركا و أذنابها في المنطقة و أهمها إسرائيل و بعض المشيخات النفطية .. و هذا ما اعترف به بشكل علني وزير الخارجية القطري في سلسلة لقاءاته المتلفزة و الذي أقر بها بالمؤامرة الكونية على سورية و بفشل هذه المؤامرة مشبهاً الأنظمة الخليجية بأنهم (مقاولين) للنظام الأميركي…
دونالد ترامب اتبع نفس السياسة أيضاً من خلال محاولته تغيير الأنظمة في فنزويلا و إيران .. حتى أنه حاول اللعب في الساحة الروسية من خلال دعم المعارضة ..
هي سياسة الإفلاس الأميركية المكرورة اليائسة من أجل الاستمرار بالهيمنة و التسيد أحادي القطب ..
و السؤال: من سيطيح بالآخر ..
من خلال المتابعة نلاحظ كيف تتهاوى الأنظمة الأوروبية تحت حصار روسيا و خاصة فيما يتعلق بدخول الروبل و الغاز الروسي على خط المواجهة الاقتصادية ..
أرادوا حصار روسيا بغبائهم و عنجهيتهم فكانت المفاجأة بأن حاصروا أنفسهم ووقعوا في مطب كبير لا يعرفون كيف يتجاوزه…
زمن الخطط و المؤامرات الأميركية انتهى بعد أن لعب الغرب بالنار التي أحرقت أصابعهم و هم الذين كانوا معتقدين بجهلهم أنهم سيحرقون روسيا و حلفائها …
روسيا المتربعة على العرش الدولي هي التي ستطيح بكل من تآمر ضدها و سيكون العالم على موعد مع نظام عالمي جديد على توقيت ساعة موسكو.
التالي