لامخرج للعالم مما هو فيه وعليه، إلا بالحوار والحوار وحده هو الذي سيقود إلى عالم متوزان يعرف كل طرف فيه حدوده ومصالحه التي لايمكن أن تكون وبالاً وعدواناً على الأطراف الأخرى، أي الشركاء في هذا العالم، هكذا واقع الحال يفترض أن يكون، ولكن ما الذي حدث ومازال مستمراً..؟
بكل بساطة: الغرب لايعرف أي لون من ألوان الشراكة أو الحوار، تاريخه الاستعماري وأطماعه هي التي تحركه، وينسى قادته وساسته أن العالم الاستعماري قد ولى إلى غير رجعة، ومع ذلك يصرون على النفاق والكذب وابتكار أساليب لا تخفى على أحد، مصطلحات مطاطة تطلق من منابر يفترض أنها أممية وتعمل على صون السلم والأمن العالميين، ولكن ماذا عما تطلقه وتعلنه متاجرة وبيعا للمواقف؟
ألم يضيق العالم ذرعاً بما سماه الغرب: الحوار والمصالحات والسلام والأمن والعمل على تعزيز العلاقات بين الدول ؟
ولكن ماذا على أرض الواقع ؟ كيف يمكن للمتابع أن يثق بأي مصطلح أو دعوة غربية تطبل لها وسائل إعلامها المضللة، ونحن نرى ما يجري من كذب ونفاق موجه ضد الاتحاد الروسي الذي يعمل من أجل عالم متعدد الأقطاب ويصون السلم والأمن العالميين من خلال كشفه وتعريته لما تقوم به واشنطن من أعمال إجرامية في أوكرانيا، مختبرات بيولوجية وغيرها، واشنطن التي تعرف أن كل أوراق سترها تمزقت مازالت تكابر، وتطلق المواقف (العنترية) وتضخ المزيد من الزيت على النار، تدفع بالغرب إلى مواجهات لا أحد يعرف إلى أين تصل، وتعود لتعلن أن الحوار هو لذي يجب أن يسود، فعن أي حوار تتحدث واشنطن، هل حوار الإملاءات على الأطراف التي تناضل من أجل كرامتها؟
إنها وسائل التضليل المكشوفة ولكنها على ما يبدو مازالت صالحة كما يظن الغرب للاستعمال، الحوار لن يكون إملاء للشروط بل بالتوافق وحفظ وصون الأمن العالمي، بعالم جديد متعدد الأقطاب متوازن القوى، حينها فليتحدثوا عن الحوار.
البقعة الساخنة- ديب علي حسن