علمتنا التجارب كيف نطوّع الصخر لنبني من خلاله جسور التواصل نحو حياة آمنة، وعلمتنا القيم كيف يكون النبل والأصالة مصدراً للسعادة، وأن العطاء طاقة الدفء التي لاتنضب ، و تاج الحنان مفتاح لايصدأ مع الأيام، مهما قست الظروف بل يتوهج مع كلّ ذرة حلم ونظرة ثاقبة للأشياء.
لن نقف حائرين عند معاني الحكم والأمثال وماوفرته لنا من قواعد للحياة، نأنس بها ونتفاعل معها، فهي خلاصة تجارب وعبر لأفراد وأمم وشعوب، قدّمت ماقدّمته من إضاءات، وتركت ماتركته من شقاء ومعاناة ..
في حياتنا اليومية نسمع كثيراً مايردده البعض من مقولة ” أنت لم تمت لكن ألم تر غيرك كيف مات “؟
والمقصود هنا ليس من غادر الحياة وإنما من لم يستفد من تجارب غيره الواضحة والجلية أمام عينيه، ولاسيما الفاشلة منها ،فحري بالمرء أياً كان لونه وشكله ووعيه أن يتبصر الأشياء بروية ويحتكم إلى ضمير الصحوة لا الغفلة ،خاصة في هذه الظروف العصيبة.
حيث تتطلب من الجميع التحلي بالعطف والرأفة والحنان وخاصة من المقتدرين والقادرين على الدعم المادي والمعنوي بعيداً عن شوفة الحال والبروظة الاجتماعية. أو مايدعى بتبييض الأموال عبر وسائل وأساليب مختلفة.
من الحكمة أن يتحلى المرء بصفاء النفس والتقية ومخافة الله ،فالعمل بالشأن العام أو الخاص يتطلب الكثير من الوضوح نحو الصواب، إذ لم تعد أعصاب المجتمع تتحمل الكثير من الفوضى والفجور الاقتصادي والاجتماعي، بعدما بات الغش والفساد عند البعض يمتلك أجنحة مختلفة للعبث بأي موقع يريده.نحتاج الرأفة بهذا البلد وبلسمة جراحه ماصغر منها وما كبر .
فمن وحي الحكمة نقول :”ما من نعمة تدوم وما من شرّ يدوم ،ولكن فعل الخير يزهر بالنفوس ويعمر.
عين المجتمع- غصون سليمان