تنتج النفايات عن ممارسة الأنشطة المختلفة في النظام البيئي، وتمثل أيضاً بقايا المواد الناتجة عن ممارسة الإنسان لأنشطته اليومية ضمن دورة حياته، حيث تشمل هذه المواد الورق، والكرتون، وأكياس النايلون، والزجاج، والمواد المعدنية المختلفة، إضافة إلى المخلفات الغذائية والمخلفات الناتجة عن الأنشطة الصناعية وغيرها.
مشكلة النفايات قديمة جديدة، وازدادت في الآونة الأخيرة بسبب ازدياد عدد السكان وحجم النفايات الهائل التي تنتج عنهم، وأصبحت تعد من أهم المشكلات التي تتحدى الدول والتي ساهمت في تدهور النظام البيئي بشكل مباشر أو غير مباشر.
أصبح التعامل مع النفايات وفرزها جزءاً من تطور المجتمعات، ولاسيما أن فرزها بدءاً من المنزل ليس بالأمر الصعب ويساهم بتحقيق فائدة اقتصادية قصوى عوضاً عن أن تكون عبئاً ومصدراً لانبعاث الغازات الدفيئة، إلى جانب تأثيراتها على تلوث التربة والمياه الجوفية، والحياة البرية، وزيادة تعرض الإنسان للآفات والأمراض.
مع ازدياد حجم النفايات، وارتفاع إنتاج الفرد اليومي منها، يتوجب على المواطنين تحمل مسؤولياتهم تجاه البيئة والمجتمع بإعادة تدوير النفايات المنزلية بأقصى درجة ممكنة، إلى جانب التعامل السليم مع ما تبقى منها من خلال فرزها للاستفادة منها كمواد أولية في الصناعات الأخرى.
بالتأكيد إن ثقافة الفرز أمر في غاية الأهمية، ويجب أن يرافقه تعامل واع لجميع أنواع النفايات خلال حياتنا اليومية والتقليل بأكبر قدر ممكن من حجم النفايات التي ننتجها، والتصرف بمسؤولية تجاه البيئة والموارد الطبيعية.. بما يساعد على تحقيق أقصى فائدة من إعـــادة استخــدام وإعـــادة التدوير واستعادة الموارد من النفايات.
في وقت باتت النفايات من أكبر المشكلات الملحة التي تتطلب مواجهتها الكثير من الجهد والمال، وتنعكس تداعياتها على الحياة الاجتماعية والصحية للأفراد، وبعدما كانت المهمة تقتصر على الجهات المعنية.. لا بد من تفعيل الجهود لتكريس ونشر ثقافة فرز النفايات وإعادة التدوير كمسؤولية لجميع الأفراد، وتعزيز وعي الفرز من المنزل، وتوفير الحاويات في المناطق السكنية وعلى امتداد الطرقات وفي مراكز التسوق لتسهيل عملية جمعها وفرزها، ما يسهم في الاستدامة والحفاظ على الوجه الحضاري للمدن.
أروقة محلية- عادل عبد الله