الثورة – ترجمة غادة سلامة:
التقى مفكرون وقادة رأي أميركيون نهاية الشهر الماضي في “مؤتمر طارئ” ردًا على تدخل الولايات المتحدة في أوكرانيا، حيث تحدث الجميع عن دور وسائل الإعلام والنخبة السياسية في الولايات المتحدة في تأجيج الأحداث في أوكرانيا بطرق مقلقة.
وكان من بين المتحدثين السناتور راند بول، مرشح مجلس الشيوخ في ولاية أوهايو جي دي فانس، ومؤسس مجلة كومباكت سهراب، وصاحب برنامج “Breaking Points”.
حيث نما الاتجاه المضاد للحروب الخارجية لدى المحافظين في العقود الأخيرة، وتسارع النفور من حرب العراق والحرب في أفغانستان، ووجد المحافظون أفكارهم في المقدمة في عام 2016 عندما ألقى المرشح آنذاك دونالد ترامب خطابًا دعا فيه إلى اتجاه السياسة الخارجية للولايات المتحدة التي من شأنها أن تحل محل الفوضى بالسلام وهو ما لم يلتزم به ترامب وإداراته عندما أصبح رئيساً للولايات المتحدة وكان شعاراً فارغاً لا معنى له على أرض الواقع.
فمنذ نهاية الحرب الباردة، أهدرت النخب الأمريكية عائد السلام لديها واختارت بدلاً من ذلك السعي وراء مشاركة لا نهاية لها ولا هدف لها في الخارج.
وصرح العديد من المتحدثين في المؤتمر أن الإعلام والطبقة السياسية في أمريكا تحرض دائماً على مزيد من التصعيد ضد روسيا وقال جو كينت، مرشح الكونغرس من واشنطن، إن النخبة الأمريكية السياسية هي الآن “في وضع ميت” لإرسالها أسلحة إلى أوكرانيا، ووجهت همنغواي حنقها إلى وسائل الإعلام قائلة: “سي إن إن تضغط دائماً من أجل التصعيد “.
واستخدم آخرون كلمة “دعاية” لوصف المعلومات الواردة من أوكرانيا وقالوا إنها تهدف إلى تشجيع الولايات المتحدة على الانخراط في الحرب.
ولفت ميكا ميدوكروفت، مدير التحرير في American Conservative ، الانتباه إلى العروض الأمريكية لتسليح أوكرانيا.
أما فانس فقال: بأن التدخل الأمريكي في أوكرانيا يتم تأطيره بعبارات صريحة في الولايات المتحدة. و بأنه يجب على المرء دائمًا أن يفصل بين الرعاية والاهتمام بالناس في جميع أنحاء العالم وبين صنع السياسات.
وخلص فانس إلى أن أوكرانيا ليست في المصلحة الحيوية للولايات المتحدة. وبالتالي، ووفقًا لأهداف سياسته الخارجية المقيدة، فإنه يعتقد أن الولايات المتحدة يجب ألا تشرك نفسها. علاوة على ذلك، قال فانس إنه يعتقد أن الناتو “لا يخدم في الواقع وظيفة مفيدة بشكل خاص” وسأل، “عملياً ما الذي يفعله الناتو لنا في الواقع؟” وقال: “استخدام القوة الأمريكية للقيام بالعمل القذر لحلف الناتو فكرة سيئة للغاية.”
وواجه فانس ردود فعل قوية كما قال – لتصريحاته بشأن أوكرانيا. وقال فانس في الفترة التي سبقت الحرب : “يجب أن أكون صادقًا معكم لا يهمني حقًا ما يحدث لأوكرانيا بطريقة أو بأخرى”.
وفي خطابه، أشاد فانس بالأستاذ بجامعة شيكاغو جون ميرشايمر، ووصفه بأنه أحد أعظم المفكرين الواقعيين في السياسة الخارجية الأمريكية لأن ميرشايمر ألقى باللوم على الغرب في الحرب في أوكرانيا لأن القوى العظمى تسعى إلى تحقيق هيمنة إقليمية في نظام دولي فوضوي وقال إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا مفرطة لدرجة أنها قد تؤدي إلى موت الدولار الأمريكي.
بقلم : إيلي جاردي
المصدر: American Spectator