الثورة _ بقلم الإعلامي ظافر أحمد أحمد:
تحوّلت الدعوات والتهديدات بفرض عقوبات غربية على قطاع الطاقة الروسية إلى تهديد حقيقي للاقتصاد الغربي قبل غيره، وتأتي الولايات المتحدة في واجهة الدول التي تشن حرب العقوبات على الاقتصاد الروسي، تليها بريطانيا وفرنسا وألمانيا..، وقد تظهّرت تداعيات خطيرة على اقتصاد هذه الدول المتغطرسة في عقوباتها..
ارتفاع أسعار الطاقة والسلع والخدمات
يقوم الأمريكيون في الولايات الجنوبية بالإقبال على تعبئة البنزين من المكسيك، وهذا ما أكدته وزارة المالية المكسيكية وأوضحت أن الولايات الشمالية الواقعة على الحدود مع الولايات المتحدة تواجه نقصاً في البنزين، بسبب ارتفاع تكلفة الوقود في العالم وأسعاره المنخفضة في المكسيك مقارنة بالولايات المتحدة.
وأعلن الرئيس الأمريكي عن ضخ مليون برميل يومياً على مدى نصف سنة من الاحتياطات الوطنية الاستراتيجية كمحاولة للحد من ارتفاع أسعار الطاقة الذي انعكس على مجمل السلع والخدمات..
أمّا في بريطانيا فركزت المظاهرات التي شارك فيها الآلاف احتجاجاً على ارتفاع تكلفة المعيشة على المطالبة بخفض فاتورة الطاقة، وحذر اتحاد النقابات البريطاني من أن العمال ذوي الدخل المنخفض يواجهون فترة صعبة للغاية..
كما تسببت سياسة العقوبات بمشاكل سلسلة التوريد، ونقص العمالة، وارتفاع تكلفة الكهرباء والغاز، وارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية والمشروبات في بريطانيا..، وحذّر بنك انجلترا بأن التضخم قد يرتفع ومن غير المرجّح أن يعود إلى مستوياته الاعتيادية قبل عامين.
ألمانيا تعاقب نفسها
حذر اتحاد الصناعة الألماني من حدوث انهيار للصناعة الألمانية في حال حظر الغاز من روسيا، وسبق لوزير الاقتصاد الألماني الإشارة إلى أنّ التطورات تهدد بإغلاق أكبر شركة كيميائية في العالم (بي ايه اس اف)، وهجرة شركات الطاقة من ألمانيا والتسبب بأسوأ أزمة تصيب الاقتصاد الألماني منذ نهاية الحرب العالمية الثانية..
ورفعت أكبر سلاسل البيع بالتجزئة في ألمانيا أسعار المواد الغذائية، وحذرت الوكالة الفيدرالية لشبكات الطاقة الألمانية من واقع الغاز، وقالت: كلما زاد عدد الأشخاص الذين يلتزمون بتقليل استهلاك الغاز، قلت مخاطر تفعيل المستوى الثالث من خطة الطوارئ.
أعباء التعويضات على فرنسا
بدورها ضخت الحكومة الفرنسية مساعدات بملياري يورو لتخفيف آثار ارتفاع أسعار المحروقات على الفرنسيين، بعد الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات..، وأشار المكتب الوطني للاحصاء إلى ارتفاعات بأسعار المستهلكين وجميع السلع المصنعة والخدمات..
هذا ما يحدث مع أقوى اقتصادات العالم فكيف التداعيات على اقتصاد الدول الهشة..؟! إنّه حصاد العالم من الغطرسة الغربية وعقوباتها..