بعيداً عن عادته في تدخين السيجارة مع فنجان قهوته الصباحي،يستيقظ بصعوبة وبمزاج عكر وضيق خلق،ينادي على زوجته وأفراد أسرته ليساعدوه في لملمة أشيائه وأغراضه (موبايله،مفاتيحه،ثيابه)كي يتمكن من اللحاق بباص العمل (المبيت)وعلى الباب سرعان ما يتذكر أنه اليوم الأول في رمضان فيبتسم مهنئاً(الدنيا رمضان ..كل عام وأنتم بخير).
في المطبخ سجن المرأة الطوعي في رمضان حيث ينفق كثير من النساء معظم وقتهن في إعداد المأكولات،تستنجد بابنها الصغير لجلب بعض الحاجيات من محل جارهم ،ليعود فرحاً بحسم خاص به ليشتري مايحلو له،تهنئة بحلول رمضان.
تضج مواقع التواصل الاجتماعي برسائل تهنئة بمناسبة قدوم الشهر الفضيل،رسائل توعية لاستثمار أيام هذا الشهر بالحب والخير والعطاء والتسامح.
منذ أشهر ومجتمعنا بأطيافه وشرائحه كافة (من مواطنين ومعنيين)يحضرون العدة لهذا الشهر الكريم وفق إمكانياتهم ومسؤولياتهم، ففي سوق رمضان الخيري هناك العديد من الشركات المساهمة لبيع منتجاتها أقل من السوق وتتسابق جمعيات ومبادرات حكومية وأهلية بتقديم تبرعات عينية ومادية في هذا الشهر معتمدة على الإحساس بالغير وتقاسم مايمكن تقاسمه بين الأهل والجيران واسترجاع قيم تربى عليها السوريون وعادات الجيرة والمحبة التي ربما نجحت الحرب في تغييبها مؤقتاً.
بعيداً عن الأضواء،حضرأهل الخير والبر لزوم رمضان، ويحدث أن تكثر مظاهر التكافل الاجتماعي والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية في هذا الشهر الفضيل لإدخال البهجة والفرح إلى القلوب.
في رمضان وغيره، التمسك بقيمنا الإنسانية والأخلاقية هي نجاتنا من ازدياد لهيب الأسعار في ظل ظروف اقتصادية صعبة قاهرة قاصمة للظهور.
عين المجتمع- رويدة سليمان