لم يعد صحن الفتوش أو طبق التبولة يزينان موائد أغلب السوريين في شهر رمضان المبارك؛لأن كليهما وعلى مدار الشهر يتطلب ميزانية خاصة. حيث وصلت باقة النعنع – على سبيل المثال لا الحصر – في أسواق مدينة حمص إلى 1000 ليرة سورية وكيلو البندورة بأربعة آلاف ليرة، هذا عدا أسعار البرغل والخس والليمون ..!!
فما إن هلَّ الشهر الفضيل حتى حلقت الأسعار بطريقة جنونية، جعلت المواطن في حيرة من أمره، فراح يتساءل عن كيفية تدبير أموره وشراء ما يلزمه في ظروف الغلاء الفاحش، وكأن بعض التجار وضعاف النفوس يرون أن شهر رمضان المبارك هو فرصة لتحقيق المزيد من المكاسب المادية على حساب المواطن المغلوب على أمره، بدل أن يكون شهراً للتراحم والرأفة والخير ..!!
الغريب في الأمر ما يصدر من تصريحات على لسان المسؤولين في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، معتبرين أن الأمر عادي، وهم بذلك أضفوا صفة شرعية على فلتان الأسعار في الأسواق لم يستطيعوا وضع حدٍ له أو اتخاذ إجراءات كفيلة بتخفيفه، فحسب مدير الأسعار: “الأسواق محكومة بالعرض والطلب ولهذا السبب ارتفعت الألأسعار”؛ أي إن أسعار المواد الغذائية والخضار والفواكه ارتفعت مع بداية الشهر لكثرة الطلب والإقبال عليها، وكأن المواطنين لم يكونوا يتناولون الطعام قبل ذلك..!!
لكن الأغرب أكثر في لعبة السوق والتجار أن يعزو أحد ما أسباب جنون الأسعار إلى ما يحدث على المستوى العالمي، أي الحرب في أوكرانيا، وكأننا نستورد البقدونس والخس والنعنع والبندورة من أوكرانيا..؟؟
فرفقاً بالمواطن الذي اختصر الكثير من حاجاته الضرورية لأن كاهله بات مثقلاً بما فيه الكفاية ..!!
أروقة محلية- سهيلة إسماعيل