هي مشاهد لافتة ومبادرات مهمة في أهدافها الإنسانية، وجدواها لمختلف الشرائح المجتمعية، حيث باتت مألوفة ومتعارفاً عليها كل عام في رمضان شهر الخير والبركة، وفرص البر والإحسان، والتنافس من قبل كثيرين من صاحبي الأيادي البيضاء لتقديم العون والمساعدة بأشكال شتى لمن يستحق ذلك، ليكون الخير في محله وتصل الفائدة لأكبر عدد من مستحقيها.
إذاً هي جهود ملحوظة في دائرة هذه المبادرات والمساعدات المقدمة في مجالات مختلفة، صحية وغذائية ونقدية وغيرها، من قبل كثيرين سواء منهم أفراداً أم مؤسسات خيرية، وجمعيات أهلية، أم مبادرات شبابية تطوعية بما يعزز قيمة ومفهوم العمل الأهلي، والتعاضد المجتمعي لما فيه المصلحة العامة والخير للشرائح الفقيرة والأكثر حاجة في المجتمع.
واللافت في الأمر هو سعي مقدمي هذه الخدمات للوصول للفقراء، ممن هم بأمس الحاجة لتأمين مستلزمات ومتطلبات شهر الصيام، بطقوسه كافة التي اعتاد عليها الجميع، وخاصة مع صعوبة الحياة المعيشية اليومية وتعقيداتها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وضغوطات وتحديات ارتفاع الأسعار المتصاعد لجميع السلع والمواد، والاحتياجات بشكل عام.
ففي الوقت الذي تشهد فيه الأسواق ارتفاعات عالية لم تسجل من قبل في الأسعار، ويتنافس كثيرون من الباعة والتجار في تحقيق أعلى الأرباح في بورصة الغلاء اليومي، الذي لم تسلم منه مادة أو سلعة غذائية أو استهلاكية بحجج ومبررات عدة تخالف واقع الحال تماماً، هناك تجار آخرون وفعاليات مختلفة حتى ولو كانت أعدادها قليلة يسجل لها حضورها في إقامة مبادرات خيرية في رمضان بهامش أرباخ يأخذ بالاعتبار رحمانية وخصوصية الشهر الكريم، وتلبية الاحياجات فيه ولو بأبسط الأشكال.
وبالعموم لاقت مختلف المبادرات من أنشطة خيرية وإنسانية، وأسواق الخير الرمضانية الصدى الإيجابي والقبول، وعلى أهميتها ليس في رمضان وحسب بل في كل الأشهر، ضروري جداً الاهتمام بها وتنظيمها أكثر بتعاون الجهات المعنية والمجتمع الأهلي بما يحقق انتشارها بشكل أكبر في مختلف المحافظات والمناطق، لتصل لمن هم أكثر احتياجاً، وخاصة أن أيام رمضان في بدايتها، وهناك كثيرون بحاجة للخير والعون، وتعميم هكذا أعمال مطلوب جداً، حيث الهدف الإنساني بأبهى صوره وتجسيد العمل التشاركي الخيري، والمنافسة فيه ليصل لمستحقيه وفق الهدف والغاية.
حديث الناس- مريم إبراهيم