لنكن واقعيين بصدد الحديث عن طاقم تحكيم أردني أدار مباراة قمة الدوري الممتاز بين الوثبة المتصدر وملاحقه تشرين، فالتحيز للتحكيم المحلي ليس موضع مزاودة، ولا يعد هذا شيئاً سلبياً فكل الجمهور السوري يؤيد الصافرة المحلية، لكن في هذه المباراة تحديداً طرأت ظروف، أولها أن الكثير من حكامنا المحليين اعتذروا عن قيادة مباريات الأسبوع الثامن عشر، مع محاولة اتحاد اللعبة فهم الأسباب قبل اتخاذ الإجراءات، وربما تعود الأسباب إلى حساسية نتيجة المباراة العالية، وثانيها أن الجمهور خلال الفترة الماضية من عمر الدوري لم يكن راضياً عن أداء صافرتنا المحلية وحملها وزر نتائج مباريات حساسة انقلبت رأساً على عقب بسبب الأخطاء التحكيمية الكبيرة، وقد أشرنا إلى ذلك أكثر من مرة، ووقفنا مع الجمهور في انتقاداته الصحيحة، لكن الاستنكاف عن مباراة بهذه الأهمية غير مبرر!.
ثمة قناعة راسخة بأن التحكيم السوري بحاجة ماسة لعملية تطوير في كافة الجوانب، وربما تكون هذه البادرة بالاستعانة بحكام عرب وأجانب جيدة ومساهمة في عملية التطوير، واستفادة حكامنا منها ومن تجارب الحكام أمر واقعي وسيعمل هذا على ترميم قدرات حكامنا.
إن مثال استعانة الدوري الإماراتي بالحكم الأجنبي قريب، فلقاء القمة بين والوحدة والعين أداره ماكيلي الذي أدار قمة الريال وباريس سان جيرمان، وقد أدار ماكيلي اللقاء باحترافية عالية ودقة، واستمتع الجمهور بها وماكان ليستمتع في حال قادها حكم محلي، ومن الموثوق به بصراحة أيضاً أننا استمتعنا بقيادة الطاقم الأردني لقمة الوثبة وتشرين.
ما نريد قوله إن التحكيم جزء أساسي من منظومة كرة القدم وبدونها لا يمكن أن نرتقي بكرتنا وبمسابقاتنا، وربما تكون الصافرة الأجنبية لملاعبنا، في حال استمرت، خطوة مناسبة نحو التطوير واكتساب الخبرات، وختام القول: إن وجود الصافرة الأجنبية لا يقلل من مكانة الصافرة المحلية بل يدعمها، ولهذا فإنه من الخطأ التعصب والأحكام المسبقة والوقوف ضد الخطوة.
مابين السطور- سومر حنيش