مثيرة هي وإلى حدود السخرية، الهرطقة الأمريكية التي تجسدها المواقف والتصريحات التي لا تزال تتواصل بغزارة حول العملية الروسية لحماية المدنيين في أوكرانيا.
الولايات المتحدة وصفت العملية الروسية بالغزو، ثم عاودت وصفتها بالاحتلال، وترافق ذلك مع عمليات ومسرحيات كذب وخداع وتلفيق شبيهة بتلك التي قامت بها في سورية لتزوير الحقائق والوقائع من أجل اتهام الجيش الروسي بارتكاب المجازر وعمليات القتل بحق المدنيين الاوكرانيين.
غير أن أكثر التصريحات المثيرة للاستهجان والاستغراب هي ما قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن بالأمس، عندما وصف ما تقوم به روسيا في أوكرانيا بأنه “إبادة جماعية”، وبقدر ما في هذا الأمر مجافاة للحقيقة وخداع ممنهج للعالم، بقدر ما فيه من محاولات يائسة لتشتيت الانتباه ولفت الأنظار وطمس الحقائق عن المجازر والإبادات الجماعية التي لا تزال ترتكبها الولايات المتحدة وفي أكثر من مكان في العالم، ولاسيما أنها الدولة الوحيدة في العالم التي نشأت وقامت على المجازر والإبادات الجماعية بحق أصحاب الأرض الحقيقيين.
من المؤكد أن سلوك الولايات المتحدة التصعيدي على كل المستويات وكل الجبهات بات يجسد حقيقة ساطعة وهي أن واشنطن لا تزال تتشبث بخيارات وسياسات الهروب إلى الأمام لمواجهة التحولات والمتغيرات الاقليمية والدولية التي عصفت بالاستراتيجية الأميركية على المستوى العالمي، بدلاً من مقاربتها بالحوار والبحث عن الحلول والتخلي عن سياساتها الاحتلالية والاستعمارية.
أمريكا التي تدعي البراءة والإنسانية لا تنفك تنفخ في نيران التصعيد والتفجير من خلال الاستمرار في دعم الإرهاب والاحتلال الصهيوني، وإرسال المزيد من العتاد والأسلحة إلى النظام الاوكراني، في محاولة منها لإطالة أمد الحرب واستنزاف الجيش الروسي بما يحاكي طموحاتها وأوهامها باستعادة زمام المبادرة ومفاتيح القرار الدولي.
نبض الحدث- فؤاد الوادي