الثورة – تعليق ريم صالح:
كم هو مثير للسخرية ذاك الكلام الذي نطق به الرئيس الأميركي جو بايدن، والذي أطلق فيه العنان لمخيلته الهوليودية ووصل به الأمر إلى حد نعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، “بأنه يرتكب إبادة جماعية” في أوكرانيا، وهو المشهود له -أي الرئيس بوتين- بأنه لطالما أكد على احترام سيادة الدول، واستقلالية قرارها الوطني، لدرجة بات فيها احترام سيادة الدول خطاً أحمر لا يقبل المساومة، أو الابتزاز، أو حتى النقاش، في قاموس السياسة الروسية.
الثابت لنا جميعاً أن الهدف الأول والأخير من العملية العسكرية الروسية الخاصة، كانت حماية المدنيين من الإبادة الممنهجة التي يمارسها بحقهم نظام كييف، ومن خلفه أنظمة غربية استعمارية لا أكثر ولا أقل.
ومع ذلك يبقى الغريب في الأمر هنا، هو منسوب العربدة، والبلطجة التي بلغها راعي الإرهاب الأميركي، فبايدن مارس طقوس الشعوذة السياسية، ولم يجد حرجاً من أن يفتح مندله الهوليودي، ليحدثنا طويلاً، وزورا،ً وبهتاناً عن أسفه للتراجع المستمر في أوضاع حقوق الإنسان حول العالم ولاسيما في أوكرانيا.
انظروا من يتكلم عن حقوق الإنسان.. إنه بايدن، وهل هناك أحد منا أو على وجه البسيطة لم يخبر بعد من هو بايدن، ومن هم ثلة القتلة الذين تربعوا على عرش الإفك، والنهب، والترهيب في البيت الأبيض؟!.
لم يتبق إلا أن يدعي بايدن ومن ارتكب الجرائم بحق السوريين، والعراقيين، والفلسطينيين، والليبيين، واليمنيين، والفيتناميين، والأفغان أن من ينتهك حقوق الإنساني وتحديداً في أوكرانيا هي موسكو.
اللافت هنا أن بايدن لم يكن وحيداً على خط الأزمة المفتعلة وحملة التشويه الممنهجة التي تستهدف الرئيس بوتين وموسكو على حد سواء، والتي نعي جيداً أن المراد منها محاصرة القرار الروسي، ودفعه إلى تنازلات هي والمستحيل صنوان لا ينفصلان، بل كان هناك كلاً من رئيس نظام كييف فلاديمير زيلنسكي، وأيضاً إرهابيو الخوذ البيضاء، ليدعي زيلنسكي أن موسكو استخدمت أسلحة كيميائية، وصورايخ فوسفورية، وصواريخ أخرى محرمة دولياً، وذلك في وقت تؤكد فيه العديد من وسائل الإعلام الأجنبية أن ما يسمى “الخوذ البيضاء” تعد العدة لاستفزازات كيماوية مرسومة أمريكياً، وأوكرانيا،ً وأطلسياَ سلفاً، لتنفيذها على الأراضي الأوكرانية، وإلصاق التهم فيما بعد بالجيش الروسي.
على من يكذب بايدن وزيلنسكي، والشواهد والأدلة أكبر من أن تحجب بغربال افتراءاتهما المكشوفة؟ فمن يستثمر بالأسلحة البيولوجية على الأراضي الأوكرانية هو الأمريكي، بتوافق أوكراني غربي، ومن مد كييف بأسلحة فتاكة بقيمة 1،65 مليار دولار خلال شهر ونصف، ومن بين هذه الأسلحة المئات من منظومات ستينغر المحمولة للدفاع الجوي، وآلاف من صواريخ جافلين الموجهة المضادة للدبابات هي واشنطن، ثم يأتينا بايدن ليحدد وفق أجنداته الاستعمارية من هو الذي يرتكب جرائم الإبادة، ومن الذي ينتهك حقوق الإنسان، متناسياً أن هذه الصفات لا تنسجم إلا معه، ولا تناسب سواه، وسوى جنرالاته، وسياسييه في المكتب البيضاوي، سواء أكانوا ديمقراطيين أم جمهوريين.
بايدن، ومن سبقه من رؤساء أمريكيين لم يجلبوا إلى الكرة الأرضية، وسكانها جميعاً إلا الخراب، والدمار، والدماء، فكانوا بحق أول وآخر من انتهك حقوق الإنسان، وضرب بها عرض الحائط، بل كانت أمريكا الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي، والفوسفور الأبيض، وكل الأسلحة المحرمة دولياً، لتجعل الأبرياء حقل تجارب لأسلحتها الفتاكة.