لميس عودة:
ستة وسبعون عاماً على إنجاز الاستقلال، ومازلنا نتنفس عبق الذكرى الخالدة التي لا يطولها نسيان، ولا يخبو ألقها ووهج إشراقها، فننتشي بالبطولات المقدسة التي صنعت الأمجاد، ونشمخ بالانتصارات التي تبقي هاماتنا مرفوعة، نستلهم من التصميم والإرادات القوية التي صاغت أبجدية النصر في الجلاء المجيد نور هدي خطواتنا لاستكمال عقد الإنجاز بتحرير كل شبر تراب محتل ودحر الإرهاب والغزاة والمحتلين عن كامل خريطتنا الوطنية.
في نيسان وفي ذكرى جلاء آخر جندي فرنسي محتل عن ربوع الوطن يواصل الحاضر السوري صياغة ملاحم البطولات بإعجاز فريد وعزائم لا تلين، وبتلاحم أسطوري لثلاثية القيادة الرشيدة والجيش الباسل والشعب الأبي، أعيت محور العدوان عن فك شيفرة ثباتها وفصل عراها المتينة.
ما أروع الجلاء حين يأتي مكللاً بالغار والفخار عابقاً بنسائم البطولة وقداسة التضحيات، وما أشبه أيام السوريين الزاخرة بالصمود والمقاومة والفداء لصون السيادة الوطنية وتطهير الوطن من رجس الإرهاب ومشغليه، وما أروع الجلاء عندما يأتي مرصعاً بالنصر ويستكمل الجيش العربي السوري على هديه على اتساع خريطة الوطن دروب التحرير ودحر الإرهاب ونسف مشاريع الاقتطاع والتقسيم، ووأد المخططات الاستعمارية والانفصالية بإستراتيجية سياسية وعسكرية صائبة حددت بوصلتها ورسمت خرائط النصر فيها القيادة السورية الرشيدة.
فعلى هدي الجلاء ضبطت الدولة السورية خطواتها السياسية والميدانية، فاستطاعت من خلالها تحرير القسم الأكبر من الجغرافيا السورية، وتستكمل بحكمة واقتدار إنجازاتها في كل الميادين، وتعزز دوران عجلة الإنتاج والتعافي رغم العصف الإرهابي السياسي والاقتصادي والعسكري.
يواصل السوريون اليوم ما بدأه آباؤهم وأجدادهم في مسيرة النضال ضد المعتدين والمحتلين، وينسجون بيارق عزة وطنهم بخيوط من شرف مقاومتهم لتبقى خفاقة شامخة، ويصوغون على امتداد مساحة الوطن ملاحم بطولة وإباء، ستغدو تاريخاً من أمجاد تقرؤه الأجيال القادمة، وتستلهم من دروس الكرامة والثبات فيه سبل صون الوطن وحفظ وحدته وتحصينه من كل سيوف التمزيق وخناجر الاستهداف.
فالتراب الذي رواه أبطالنا لنيل شرف الاستقلال، ويرويه اليوم شهداؤنا بطهر دمائهم، سيبقي الوطن عزيزاً وشامخاً عصياً على الغزاة والمعتدين، فالجلاء البوصلة التي يقتدي بصوابية مؤشراتها بواسل جيشنا، ويخوضون غمار كل المعارك وهم على ثقة مطلقة أن النصر حليفهم أينما وطأت خطواتهم المظفرة.