مدير الإدارة السياسية في حوار مع الثورة: إرادة السوريين العامل الأهم في تحقيق الجلاء وطرد المستعمر

أجرى اللقاء ريم صالح وراغب العطية:
ما بين ماض مجيد وحاضر تليد، وما بين ماضي الكرامة والإباء، وحاضر العزة والانتصار المكلل بدماء الشهداء والأحرار الطاهرة والزكية، ما بين هذا وذاك تطل علينا من جديد الذكرى السادسة والسبعين لجلاء المستعمر الفرنسي عن تراب وطننا الحبيب.
وبهذه المناسبة التقت صحيفة “الـثورة” باللواء حسن سليمان مدير الإدارة السياسية، حيث قال بداية: كل عام وأنتم بخير بهذه المناسبة الغالية على قلوب السوريين جميعاً.. الذكرى السادسة والسبعين لجلاء المستعمر الأجنبي عن أرض سورية الحبيبة..
كل عام وقواتنا المسلحة الباسلة بألف خير ورمز عزتنا وعنوان شموخنا وقائد وطننا السيد الرئيس الفريق بشار الأسد بألف خير، والرحمة لأرواح شهدائنا الأبرار والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال..


ويسرني بهذه المناسبة أن أتقدم عبر صحيفتكم الغالية (صحيفة الثورة) بالتهنئة القلبية لشعبنا الأبي ولأبناء قواتنا المسلحة الباسلة وقائدنا الرمز بمناسبة عيد الجلاء.. هذا اليوم الأغر من تاريخ وطننا الذي يحلُّ علينا في كل عام عابقاً بأريج البطولة والرجولة والانتصار.. مزهواً بالعز والفخار والإباء.
عبرة لكل محتل غاشم وكل جبار ظالم

وتابع اللواء سليمان حديثه بالقول: لقد كانت الإرادة الوطنية السورية العامل الأهم في تحقيق الجلاء وطرد المستعمر، وعندما نتحدث عن الجلاء فإننا نتحدث عن إرادة النصر لدى السوريين، ولمّا كانت العزائم تأتي على قدر أهل العزم.. فقد كان النصر وكان الاستقلال في السابع عشر من نيسان عام 1946م.. وكانت أيضاً الانتصارات المتتالية منذ الجلاء إلى اليوم، فكل قوة غاشمة وطئت ثرى وطننا الأشم وحاولت النيل من كرامته تكسرت سطوتها فوق صخرة الصمود الذي جبل بدم رجالات هذا الوطن.
وأضاف: يذكر التاريخ بأحرف من نور بطولات المجاهدين السوريين منذ اللحظة الأولى لنزول الأساطيل الفرنسية الغازية قبالة السواحل السورية، حيث كان المجاهدون لها بالمرصاد وبدلاً من أن يجد المحتل شعباً أضنت قرون “السلطنة العثمانية” عزيمته وأنهكت التضحيات قواه, وجد أرضاً ولادة للرجال الأبطال والأحرار الأباة، فما زالت أرض سورية مستعرة بنيران الثورة من الساحل الذي تكسرت على صخوره كل الأساطيل الدخيلة إلى الشمال بأصالته وصموده ومنعته إلى الجنوب بعزته وجبروته، فالداخل الحصين بوجه أعتى الجيوش، وما نفع الاحتلال الفرنسي مكرُ حيلته بتمزيق البلاد إلى دويلات ليسهل عليه احتلالها، بل كانت الثورة واحدة في كل أرجاء البلاد جمعت الرجال تحت راية واحدة هي راية سورية الأم، سورية الوطن، سورية العصية دائماً على الاحتلال، الشامخة رغم أنوف المعتدين, وجاء الاستقلال من المحتل في السابع عشر من نيسان عام 1946.. ليبقى هذا اليوم عبرةً لكل محتل غاشم وكل جبار ظالم.. وليبقى صفحة من صفحات المجد الذي صبغ تاريخ سورية الحديث.
سورية اليوم أكثر قوةً وصموداً
وقال اللواء سليمان: إن ذكرى الجلاء تمر اليوم ووطننا يتصدى لأقذر حرب إرهابية تكاد تكون الأشرس على مدى تاريخ البشرية الطويل، هجمة تشنها قوى البغي والتآمر والعدوان ضد آخر معاقل الصمود فـي المنطقة – سورية الأبية – التي ترفض الخضوع والارتهان لإرادة الغرب الاستعماري ومن ورائه الكيان الصهيوني وبعض الأنظمة العميلة التي لا تعدو أن تكون مجرد أدوات رخيصة..
وها هي سورية اليوم أكثر قوةً وصموداً وأكثر حضوراً وفعالية إقليمياً ودولياً، مؤكدة أنها لن تتخلى عن مقومات السيادة والكرامة، وانطلاقاً من ذلك يعيد رجال قواتنا المسلحة الباسلة ملاحم الجلاء عبر انتصاراتهم التي يحققونها في ملاحقة فلول العصابات الإرهابية المسلحة التي مارست أبشع الجرائم بحق أبناء شعبنا، ودمرت الممتلكات العامة والخاصة فـي محاولة منها لزعزعة صمود سورية وأمنها، والنيل من وحدتها الوطنية، ويخطئ من يظن أن هذه التحديات قد تؤثر فـي عزيمة شعبنا الأبي أو تضعف من قدرته على مواجهتها، فشعبنا حدد خياراته، واختار درب الصمود والنصر في هذه الحرب الإرهابية على سورية, ولن يكون نصيب ما تبقى منها بأفضل من غيره من المشاريع التي تحطمت على صخرة الصمود السوري شعباً وجيشاً وقيادةً.
قادرون على صنع جلاء جديد في مواجهة المحتل وأدواته الإرهابية
وأضاف اللواء سليمان: إننا اليوم إذ نعيش ألقَ هذه الذكرى الوطنية الغالية ندرك يقيناً أن أبناء شعبنا الأبي ورجال قواتنا المسلحة الباسلة قادرون على صنع جلاء جديد في مواجهة المحتل وأدواته الإرهابية وعملائه على اختلاف مسمياتهم.

ولا نبالغ إذا قلنا إن التاريخ يعيد نفسه من جديد، فلطالما كانت منطقتنا وسورية بالذات محطَّ أنظار الغزاة والطامعين لما تختصُّ به من موقع جيوسياسي مهم، ومن هنا فقد تعاقب المستعمرون على هذه الأرض الطاهرة وتوالت الاعتداءات والهجمات عبر التاريخ كما هو الحال اليوم.. صحيح أن المسميات اختلفت والأساليب تطورت وتعددت تبعاً لتطور وسائط الصراع وأشكال الحروب، لكن قارئ التاريخ المتمعن يدرك جيداً أن مستعمري الأمس هم أسلاف أولئك الإرهابيين وأسيادهم الذين يحاولون منذ نحو أحد عشر عاماً وحتى اليوم تمزيق سورية وتفتيتها على شاكلة سايكس ـ بيكو سيّئةِ الذكر.. لكنهم ما فتئوا يفشلون مرة إثر مرة في جميع الميادين عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وحتى اجتماعياً وثقافياً..
وأوضح اللواء سليمان أن العدو قد رأى قبل الصديق قدرة السوريين على الصمود في ظل أسوأ وأصعب الظروف، وشاهدوا بأم العين حجم التآلف والتعاضد ومدى التلاحم بين الشعب والجيش والقيادة في سورية.. هذه الثلاثية منقطعة النظير ـ التي لا تتوافر في أي دولة على الإطلاق كما تتوافر وتتجلى في سورية ـ هي التي ضمنت الصمود بكل قوة وإصرار وتحقيق الكثير من الانتصارات وإفشال العديد من المخططات وصون القرار الوطني والحفاظ على السيادة والاستقلال.
السوريون شعب حي عريق
فالشعب السوري شعب حيٌّ عريق معروف بأصالته وانتمائه لوطنه ومشهود له بمواقف الإباء والشمم التي وقفها عبر التاريخ وحتى يومنا هذا في مواجهة الخطوب والتحديات.. إنه شعبٌ يطوّع المستحيل ولا يرضى بغير المجد بديلاً.. شعب لا يعرف الخضوع ولا الذلة، ولا يقبل الارتهان لمشيئة أي محتل دخيل.. فكيف به وهو يقف اليوم وقفة مصيرية عنوانها “نكون أو لا نكون” في مواجهة إرهابيي العصر ودعاة الفتنة والخراب والتدمير..
وتابع قائلاً: لقد آلى هذا الشعب الأبي على نفسه تحمُّلَ الصعاب والصمود على الصعد والاتجاهات كافة على أن يهادن أو يركع أو ينحني في وجه عاتيات الرياح.. مثلما آلى جيشنا الباسل على نفسه تقديم التضحيات وبذل الغالي والنفيس فداءً لكرامة سورية وشعبها وصوناً لسيادتها واستقلالها وحفاظاً على قرارها الوطني.. وعندما تتهيَّأ هذه العوامل وتلتقي جميعاً مع قيادةٍ حكيمةٍ شجاعةٍ تدرك حجم الأخطار والتحديات وتعرف كيف تدير الدفة نحو بر الأمان بقيادة السيد الرئيس الفريق بشار الأسد الذي أكد مراراً أن السوريين لا يحنون رؤوسهم لغير الله عز وجل.. عندها لن تكون أي قوة باغية في الدنيا قادرة على النيل من هذا الشعب أو كسر إرادته مهما بلغت..
تلك أوراق قوة سورية الوطنية، قالها مدير الإدارة السياسية، لافتاً في الوقت نفسه إلى دور أصدقائنا وحلفائنا وأشقائنا في روسيا الاتحادية وإيران والصين وجميع الشرفاء والمقاومين الذين وقفوا ولا يزالون إلى جانبنا في معركة الدفاع عن قيم الحق والعدالة والسلام والذي لا يمكننا إغفاله طبعاً.. فلهم منا جميعاً الشكر والتقدير والرحمة لأرواح شهدائهم الأبرار الذين امتزجت دماؤهم بتراب سورية الطاهر وكانوا مثالاً صادقاً على عمق العلاقات ورسوخها وتجذرها.
مصير أي محتل الهزيمة والاندحار
وشدد اللواء سليمان على أنه لطالما راهن المحتلون على مسألة الوقت واختبار صبر الشعوب الحرة الأبية.. لأنهم لا يقرؤون التاريخ جيداً ولا يتعلمون من دروسه ولا يفهمون طبيعة شعبنا الأبي المقاوم.. ولذا نراهم اليوم يمعنون في إجرامهم وطغيانهم وإرهابهم ظناً منهم أنهم يستطيعون كسر إرادة شعبنا أو تهويله وإخضاعه بالترهيب تارة والترغيب تارة أخرى..
إنهم يراهنون رهاناً خاسراً لا محالة، فمصير أي محتل هو الهزيمة والاندحار، طالَ الزمنُ أم قَصُر، ومصير المحتل الأميركي والتركي لن يكون بأفضل ممن سبقهم من فرنسيين وبريطانيين وعثمانيين وآخرين كُثُر.. جميعهم ولّوا الأدبار ذات جلاء، واندحروا عن أرضنا الطيبة وفشلوا في تحقيق مشاريعهم الاستعمارية الخبيثة..

وتابع مدير الإدارة السياسية حديثه للثورة قائلاً: هنا أؤكد أن المحتلين لن يهنؤوا في أرضنا ولن يطول احتلالهم، فشعبنا الأبي وجيشنا الباسل على قلب رجل واحد حاضرين بقوة في ميادين البطولة والفداء وقادرين على تحرير كل شبر من أرضنا الحبيبة من دنس المحتلين وأذنابهم..
هم يراهنون على إجرامهم وإرهابهم، ونحن نراهن على أصالتنا وتجذُّرنا في هذه الأرض وإرادتنا الحرة الأبية المقاومة التي لا تقبل المساومة على حبة تراب واحدة، ولذا فإننا المنتصرون في النهاية لأننا أصحاب الحق والأرض والتاريخ وصنّاع الحاضر والمستقبل الذي سيكون مشرّفاً ومشرقاً وحافلاً بالانتصارات رغماً عن أنوف المعتدين..
موعدنا مع النصر الناجز قريب
وختم اللواء سليمان كلامه بالقول: في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا نجدد عهد الوفاء والولاء للوطن ولقائدنا الحكيم والشجاع السيد الرئيس الفريق بشار الأسد بأن نستمر في بذل المزيد من الجهود والتضحيات في الذود عن الوطن وصون عزته وكرامته ليبقى أبياً شامخاً عصياً على المؤامرات, خيارنا دائماً هو خيار الشعب ومصلحة الوطن، وستبقى ذكرى الجلاء حافزاً لشعبنا نحو مزيد من الالتفاف حول قيادتنا الوطنية وتجسيد تطلعاتها لتحرير كل شبر من ترابنا المحتل والتمسك بإرادتنا الحرة الرافضة للإملاءات الخارجية أياً كان مصدرها مع التأكيد على أن الأرض والحقوق والسيادة والاستقلال خارج دائرة المساومة مهما بلغ الثمن..
ولنا موعد مع النصر الناجز القريب وتحقيق جلاء جديد, وكل عام وشعبنا وجيشنا وقائدنا السيد الرئيس الفريق بشار الأسد بألف خير.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة