الثورة – نيفين عيسى:
مسيرة تضحية وعطاء في كل المحافظات خطّها السوريون سنوات طويلة ، وأزهرت نصراً على الاستعمار ، حيث نالت سورية استقلالها عام 1946 ، ليكون الجلاء راسخاً في العقل والوجدان جيلاً بعد آخر.
ولعلّ أبرز ما كرّسته ذكرى الجلاء تلك العزيمة لدى السوريين والإيمان بحتمية دحر قوى العدوان ، فكان أثر ذلك جليّاً خلال سنوات الحرب الإرهابية ، والتي عكست إرادة لاتلين وعمق انتماء للوطن لا تكسره حملات الأعداء أو جرائمهم.
في السابع عشر من نيسان تظهر مجدداً أهمية القيم التي تتناقلها الأسر السورية وتعلمها لأبنائها ، إذ يحمل الأبناء في أذهانهم صور التضحية والبطولة التي امتدت على مساحة الوطن ، فكانت الأمهات مصدر إلهامٍ للأبناء ليواصلوا ملحمة الدفاع عن تراب الوطن واستقلاله كما فعل أسلافهم.
ورُغم محاولات الاستعمار وأدواته العميلة زرع الفتنة وروح التقسيم ، لم يتوقف السوريون عن صون حرية بلادهم والدفاع عنها ، فكانت الأمهات السوريات أنموذجاً في غرس معاني الأصالة والانتماء لدى الأجبال المتعاقبة ، وتكامل دور الأسرة مع المدرسة ليُشكّل معاً ركيزة أساسية تضع محبة الوطن في رأس الأولويات ، إذ لايمكن للمرء أن يحيا عزيزاً دون وطنٍ مستقل يتمتع بالسيادة والاستقلال.
المرأة السورية قدمت إلى جانب الرجل كل ما تستطيع في سبيل حماية سورية ، سواء في المعارك التي قادت إلى الجلاء أو الحرب على الارهاب ، فسطرت أروع الملاحم في أرض المعركة ، وكذلك في المنزل الذي كانت فيه أما للشهداء وزوجة لجندي يُقدم روحه فداء لتراب سورية.