تتفاقم مشكلة المشتقات النفطية يوماً بعد آخر بسبب تعثر التوريدات من حلفائنا في إيران التي تتعرض لحصار وظروف ومتغيرات لا يُمكن لنا تلافيها بظل العقوبات الغربية وحجز مواردها المالية، والمشكلة تفاقمت مع تطورات الحرب الأوكرانية بسبب ارتفاع أسعار النفط في العالم كله بشكل كبير، وكذلك أجور الشحن وتعقّد عملية التحويلات المالية، والسؤال أين نحن من كل ما يجري؟
رغم مضي أكثر من عشر سنوات على معاناتنا مع المشتقات النفطية إلا أن النفط الروسي لم يكن متاحاً لنا، لأن الشركات الروسية الموردة كانت ستخضع للعقوبات، وكان هذا هو السبب والمبرر الذي يمنعها من ذلك، أما اليوم فقد انتفت الحجة وتقدمت العقوبات المفروضة على روسيا العقوبات المفروضة على سورية، فما الذي يمنع من تزويد سورية بالنفط الروسي الذي بدأت الدولة الروسية تبحث عن أسواق جديدة له بعد الحرب والعقوبات؟ فروسيا تمنح اليوم أسعاراً تفضيلية لمشتري النفط الروسي وصلت إلى أرقام لا يحلم بها أحد (35) دولاراً للبرميل لبعض الدول.
ربما يفسر البعض أن السعر التفضيلي لبعض الدول جاء على خلفية موقفها السياسي من الحرب الأوكرانية، وشراكتها مع روسيا في الحرب على الإرهاب، وهنا نحن في مقدمة الدول الحليفة لروسيا في حربها على الإرهاب، ونحن أول من يدفع ثمن تحالفنا معها، وارتباطاً بذلك فإن الحصول على النفط الروسي بسعر تفضيلي بات متاحاً وبشكل فوري.
الكثيرون يعتقدون أن المشكلة في هذا الملف لدينا نحن، وبناءً على هذا الاعتقاد يُمكننا أن نسأل: هل طلبنا النفط من الروس بعد بدء الحرب الأوكرانية؟ وما الذي يمنع القائمين على الأمر من طرح الموضوع والحصول على المشتقات النفطية بالسعر التفضيلي الروسي؟.
على الملأ- معد عيسى