الثورة – رنا بدري سلوم:
” أكثر من عشرين دعوى قضائية لمتعاطي المخدرات والاتجار بها من بينهم أحد عشر حدثاً، في عهدة المحامي حسام ورور الذي شرح للحاضرين من المراهقين، مواد
قانونية تقف بالمرصاد أمام آفة انتشار المخدرات وتعاقب مروجيها، فها نحن على أبواب الامتحانات النهائية للتعليم الإلزامي والثانوي، والطلاب أولا وآخراً هم الشريحة المستهدفة للتوعية بتعاطي المخدرات، وخاصة تفشي المعلومة الخاطئة بين صفوفهم ” أن الحبوب المنشّطة “المخدرة” تمنح الجسد طاقة إضافية، وقدرة عقليّة تفوق عمل المنبّهات التي يتناولها الطالب أثناء الدراسة”، ومن هذا المنطلق كان لابد من توعية الطلاب في هذه الفترة الزمنيّة، ولاسيما أن اليوم العالمي لمكافحة المخدرات في شهر حزيران أي بعد انتهاء العام الدراسي، إلا أنه تنفيذا ” لخطة عام الغوطة ” وضمن مشروعها التوعوي ارتأت الفرق الحزبية في أشرفية صحنايا ريف دمشق بإقامة ندوة توعويّة عن ” المخدرات وآثارها السلبيّة من الناحية الطبيّة والقانونيّة ” للدكتور رائد بدران، والمحامي حسام ورور، في صالة النافذة الثقافيّة يوم أمس.
فبشرحٍ مفصّل عن المخدرات أنواعها وأعراض إدمانها وكيفية العلاج الطبّي والوقائي، أوضح الدكتور رائد بدران في عرضه لفيديو مصوّر أن المخدرات تعتبر في علم التخدير نعمة وخاصة في إنجاح العمل الجراحي، والدوائي لبعض الأمراض المزمنة فهي تتشابه بأهميتها الماء والنار أي أنها نعمة ونقمة في آن، محذرا الدكتور بدران من انتشار المخدرات بكل أشكالها في المجتمع وتناول المراهقين حبوباً على أنها مسكّنة للألم و مضادة للاكتئاب والتشنج العصبي وغيرها، لكنها في حقيقة الأمر مواد مخدّرة تستعمل لأمراض بعينها، متمنياً من الأهل مراقبة الأبناء واستيعابهم في مرحلة المراهقة، والإصغاء لهم كي لا يلجؤوا إلى رفاق السوء، ويكونوا عرضة للإدمان، للهروب من واقع ضاغط يعيشون فيه وملاحظة الحالات الصحيّة والجسديّة المتغيّرة والتي ترافقهم وتكون دليلا على التعاطي.
في حين أكد المحامي حسام ورور في محاضرته تفشي جريمة المخدرات في أشرفية صحنايا بين صفوف المراهقين وإيقاف أحد عشر حدثاً دون سن الثامنة عشر ينقلون الحبوب المخدّرة من مكان إلى آخر، إضافة إلى جرائم ذريعة التعاطي والإدمان من سرقة وسلب وقتل، محذراً ورور الحاضرين من “بسطات” القهوة وتناول أي حبوب مجهولة المصدر وهو ما يسعى مروجو المخدرات لنشرها في المجتمع للإدمان عليها، ذاكراً محاولة المروجين زراعة الحشيش في بعض المناطق الساحلية مع أنواع أعشاب أخرى للتمويه، رغم أن سورية كانت ولا تزال بلد عبور، مؤكدا على المواد القانونية التي عدّلت في تاريخ 2019-2020 والتي شدّدت عقوبات تعاطي المخدرات والمتاجرة بها وزراعتها والتي قد تصل إلى حكم الإعدام.
وعلى هامش الندوة التوعوية التي حضرها المجتمع الأهلي وعدد من الموجهين التربويين ومدراء وطلاب المدارس في الأشرفية وصحنايا، تمنت” هند مصطو ” مديرة مدرسة مصطفى هناوي إقامة المحاضرات التوعوية في المدارس والباحات لتعم الفائدة على جميع الطلاب دون استثناء، مبيّنة أن أهالي الطلاب أكثر تخوفا من تعاطي الأبناء للمخدرات وأكثر اهتماماً بحضور أبنائهم ندوة توعوية في هذه المرحلة العمريّة وشرح الضغوط النفسية التي يمر فيها الطالب والتي قد توصل بعضهم نتيجة الجهل إلى تعاطي المخدرات وإدمانها.