أيمن السليم بين الرسم والنحت والرؤى السوريالية

 

الثورة – أديب مخزوم:

تطل الوجوه والعناصر الإنسانية والخيول والطيور وعناصر الطبيعة وغيرها، في أعمال للفنان أيمن السليم كرمز لحلم مستعاد أو ليقظة كلاسيكية، وتشكل المدخل لتسجيل سياق الأداء المنضبط بأصول وقواعد ومعادلات، وسط رواج الاستعراضي والآني والعابر، في أعمال العديد من التشكيليين المعاصرين.
وهو من الفنانين الواقعيين الذين يجمعون بين الرسم والنحت، وهذا يعيدنا إلى فنانين بارزين مؤسسين جمعوا بين المجالين، من أمثال فتحي محمد ومحمود جلال وسواهما، ولقد أنجز منحوتات نصبية بارتفاعات كبيرة وصلت أحياناً إلى عدة أمتار، وخاصة في لبنان (من ضمنها نصب العذراء في بيروت بارتفاع ستة أمتار).
وهو ينطلق في صياغات عوالمه، ليقيم نوعاً من التوازن بين العقلانية الصارمة والعاطفية الهادئة، فاللون عنده يجمع بين الشفافية والكثافة، في خطوات إيجاد رابط متماسك بين الصياغة التلوينية والأداء التكويني، وإضفاء تناغم إيقاعي بين اللمسات اللونية، التي يستعرض من خلالها العناصر الخارجية للأشكال، بحيث تقترب أعماله من روح التأليف الفني، وبذلك فلوحاته ومنحوتاته تؤكد ملامح إسقاط الذات على الموضوع، وتبرز مشاعر الإحساس باللون والكتلة والفراغ على سطح اللوحة ذي البعدين أو في الأبعاد الثلاثة للمنحوتة.

 


ومن الناحية التشكيلية والتقنية جسد عناصره بالزيت والمائي والحبر الصيني والمواد المختلفة، إضافة إلى خبرته الطويلة في مجال التصوير الضوئي. ورغم تعلقه الدائم بالرسم الواقعي، كان يعمل لإظهار خصوصيات بحثه التشكيلي، وكان يضفي على لوحاته المزيد من الشاعرية البصرية، فأعماله لها خصوصيتها، لأنه ينجزها بصدق إحساس ومحبة، وحين يكون الصدق يكون التميز.
هكذا أظهر الفنان أيمن السليم قدرة لافتة في صياغة التفاصيل الصغيرة والدقيقة، التي أحبها والتي شكلت عودة إلى تقنيات الرسم الكلاسيكي، فالرسم السوريالي الذي يمارسه يرتكز على تقنية الرسم الكلاسيكي، لجهة التعمق بصياغة تشكيلات رصينة وعقلانية نراها ضمن تمثيلات فيها إمرأة أو حيوان، بكل التحديدات والتفاصيل الصغيرة والدقيقة أي بصورة بعيدة كل البعد عن منهج التبسيط والاختصار.
والرسم السوريالي الذي يمارسه يرتكز على تقنية الرسم الكلاسيكي، لجهة التعمق بصياغة تشكيلات رصينة وعقلانية، نراها ضمن تمثيلات فيها امرأة أو حيوان، بكل التحديدات والتفاصيل الصغيرة والدقيقة، أي بصورة بعيدة كل البعد عن منهج الاختصار والتبسيط والتحوير.
والأشكال السوريالية في لوحاته شكلت عودة إلى أجواء ميثولوجية سحرية شرقية، حين كان الإنسان البدائي، في الشرق السوري القديم يختصر معاني الحياة والوجود برؤى اسطورية خرافية، وهذا الانفتاح على الأشكال الغرائبية، هو الذي جعله يذهب إلى تخييل شكلي يصل بالحركة البصرية إلى بهلوانية غريبة، وبالتكوينات إلى أسطورية تتهافت بصورة سحرية على سطح اللوحة.
ويبدو مولعاً برسم البورتريه و الأجساد والأشكال الحيوانية، ويحمل الذاكرة إلى عوالم منسية، من خلال تجسيد مشاهد طفولية، بكل ما فيها من تفاصيل وعناصر، وكل ما تقع عليه عيناه المفتونتان بالأعمال الكلاسيكية والواقعية والسوريالية وغيرها، بكل ما فيها من عناصر مجسدة عبر لمسات ريشة رفيعة تجنح بقوة نحو إظهار تفاصيل وكل العناصر القادمة من وضوح الرؤية في الأبعاد الحقيقية. فلوحاته تمنحنا الانطباع، بأنه يمتلك القدرة لتحسس إيقاعات ألوانها المأخوذة من الطيف الشعري، بقدر ما يذهب لتكثيف الوعي التصويري والتقني، في إطار اللوحة عبر الضربات اللونية والهادئة والمدروسة والرصينة، والتي عمقت من هواجس نزعته المثالية الأقرب إلى الواقعية القصوى، دون أن يعني هذا خروجاً عن إطار التواصل مع نقاط ارتكاز أساسية تحقيق الناحية الأسلوبية، ولا تبقى في حدود الصياغة الواقعية العادية.
هكذا يمكن التماس عوالم الأحلام والرؤى الخيالية والأسطورية، وتداعيات معطيات اللاشعور السوريالي، وجمالية الصياغات اللونية والخطية المنبثقة من الرؤية الحلمية، أي من تداخل إيقاعات الأشكال، كما يمكن أن نراها في الأحلام أو في تخيلاتنا المرافقة لقصص ألف ليلة وليلة، التي شكلت منطلق ولادة الرؤى السوريالية الحديثة والمعاصرة.
يذكر أن أيمن السليم من مواليد حمص عام 1962 وسكان طرطوس، وله العديد من اللوحات والمنحوتات والنصب (وخاصة في سورية ولبنان)، إضافة لمعارضه، ومشاركاته في العديد من المعارض الرسمية والخاصة.

آخر الأخبار
"رويترز": القوات الأميركية انسحبت من قاعدتين أخريين في شمال شرق سوريا هموم بحاجة لحلول في اجتماع الأسرة الزراعية بدمشق وزير الخارجية يبحث مع نظيره الألماني هاتفياً تعزيز العلاقات الثنائية بحث لقياس قوة العمل والبطالة في درعا السفارة الأميركية: دعم واشنطن لعودة السوريين من مخيم الهول خطوة نحو إنهاء أزمة النزوح "القاضي"..مستشار أول لشؤون السياسات الاقتصادية واقع الصحة النفسية والدعم الاجتماعي في شمال سوريا مفوضية اللاجئين تتوقع عودة 1,5 مليون سوري بحلول نهاية 2025 إنتاج حليب النوق تجربة فريدة.. هل تنجح في سوريا؟ خطة طوارىء من حليب النوق إلى جبن الموزاريلا... دراسات تطبيقية تربط العلم بالإنتاج ضمن إعادة هيكلة المؤسسات..  رؤساء دوائر "بصحة " حمص ومزاجية في ترشيح الأسماء الفائضة.. إعادة توزيعهم... الدرويش لـ"الثورة" : عدم توفر البيانات يعيق التخطيط للتحول الطاقي  بمشاركة 182 طالباً وطالبة انطلاق الأولمبياد الجامعي الأول في البيولوجيا   لبنان: الموافقة على خطة عودة النازحين السوريين مدير تربية القنيطرة : تحقيق العدالة والشفافية في المراكز الامتحانية 120468 متقدماً للامتحانات في ريف دمشق موزعين على 605 مراكز سوريا و"حظر الكيميائية" تبحثان سبل التعاون بما يخدم الالتزامات المشتركة  "الأوروبي" يرحب بتشكيل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب في سوريا الهاتف المحمول في قبضة الأطفال صيفًا.. راحة مؤقتة بثمن باهظ