مع كلّ خطوة تخطوها الولايات المتحدة في ملفات العالم تثبت وتؤكد مجدداً أنها باتت في موقع العاجز عن مواجهة طوفان التطورات والتحولات التي غيرت من وجه المشهد الدولي ونسفت كلّ مقومات الامبراطورية العظمى ” التي قامت على الحطام والمجازر وقتل الشعوب.
لقد بات من الواضح جداً إن السياسات الأميركية قد دخلت التيه فعلاً، وبات يلفها التخبط والعجز بشكل واضح على الأرض، وهذا الأمر يؤكد في أبعاده إن واشنطن لا تزال تصر على الهروب إلى الأمام عبر التصعيد والتسخين والدفع بالأمور إلى حافة الهاوية.
الإدارة الأميركية وبحسب المعلومات والمعطيات، قد بدأت مرحلة جديدة من التصعيد المتدحرج، لاسيما على الجبهة الروسية، بعد فقدانها الكثير من أوراقها وطموحاتها هناك، وبحسب التأكيدات الروسية فإنها تحضر لهجمات كيميائية أو نووية في أوكرانيا لاتهام واستفزاز موسكو بغية قلب المشهد وخلط الأوراق، وإشعال المزيد من النيران التي تعتقد أنها سوف تلتهم الانتصارات الروسية على الجبهة الأوكرانية وتحولها إلى رماد.
أبعد من ذلك، يمكن القول إن الولايات المتحدة أصبحت تنتهج وتمارس سياسات صبيانية لمواجهة المتغيرات العالمية، وبقدر ما تظهرها تلك السياسات بموقع العاجز والخائب، بقدر ما تظهرها بموقع الأبله الذي لا يعرف ماذا يريد، والذي يعيد اجترار حماقاته وخياراته التي أثبتت فشلها في أكثر من مكان.
أميركا اليوم، باتت كرئيسها الذي أضحى يصافح الهواء، ولا يعرف أين يتجه ولا ماذا يريد، والذي بات يتأرجح بحبال الشيخوخة، ويسقط عند كلّ صعود أو نزول، وهذا يعكس الحالة الصعبة التي وصلت إليها امبراطورية الحطام والشر والإرهاب.