عيد العمال الذي يأتينا اليوم متزامنا مع عيد الفطر المبارك وعيد أكرم من في الدنيا وانبل بني البشر عيد الشهداء ،فلا يمكن لأي منا أن ينكر تاريخ الطبقة العاملة السورية ،هذا التاريخ الحافل بمآثر النضال الوطني والكفاح السياسي والمواقف المتميزة ،فقد أسهمت بشكل كبير في بناء الوطن وحمايته وتحقيق المزيد من المكاسب ودعم الاقتصاد الوطني ،فهم عندما يعملون في المصانع أو يحملون السلاح للدفاع عن الوطن ،إنما يؤكدون أن الوطن لا يمكن أن يبنى أو يحمى من عدو غادر إلا بسواعد أبنائه ،تلك السواعد التي تسهم وبفاعلية في عملية البناء الوطني .. بناء سورية المتجددة .
وعمالنا بالإضافة إلى تضحياتهم دفاعاً عن سورية كانوا مناعة للاقتصاد السوري ،مشكلين قيمة مضافة حمت الدولة والاقتصاد خلال سنوات الحرب والسلم ،حيث ساهم وجودهم في استمرار المعامل والشركات والمصانع في الإنتاج ،وهو أمر شكل أحد أهم أدوات الانتصار الذي نعيشه اليوم ،وخاصة أن الحرب الكونية التي شنت على بلدنا كان من أولى أهدافها دمار الدولة والمؤسسات وإيقاف عجلة الانتاج وسبل العيش والنجاة ،إلا أن عمالنا أدركوا أهداف المؤامرة وتصدوا لها بإصرار وتصميم فاجأ العدو قبل الصديق ،إلا أنه لم يفاجئ السوريين المدركين لأهمية اخوانهم العمال وإمكاناتهم .
وهم فوق كلّ ذلك لم يدخروا جهداً لمواصلة العمل على كلّ الجبهات متحدين ظروف الأزمة ليصلوا الليل بالنهار من أجل أن تبقى مواقع العمل مستمرة لتقديم الخدمات التي يحتاجها المواطنون وتلبية احتياجات السوق المحلية . ويمر هذا العام عيد العمال عليهم وقد مرّ أكثر من عشر سنوات على الحرب التي تشن على سورية بأدوات الإرهاب التي جاءت على الكثير من مواقع العمل تهديماً وتخريباً وسرقة ونهباً ما جعل جزءاً غير قليل من العمال يفقدون أعمالهم .
فبفضل صمودهم يستمر دوران عجلة البناء والإنتاج في معاملنا ومؤسساتنا ،وهاهم يسهمون في رسم السياسات الاقتصادية والتنموية للدولة من خلال التشاركية بين الحكومة وتنظيمهم النقابي من أجل تحقيق المزيد من العطاءات لهم ،وتحسين الوضع المعيشي والحياتي ،وتعزيز قدرات الدولة على الصمود في وجه الحصار الاقتصادي المفروض علينا . فهم عندما يتصدون لكلّ مظاهر الفساد والترهل الإداري ،إنما يعملون على تحسين أداء جميع القطاعات الوطنية ،وكلنا ثقة بأن عمالنا قادرون على مواجهة كلّ التحديات ،فهم يؤكدون أنهم ركيزة العمل الوطني ،ورافداً لمسيرة البناء والتطوير والإصلاح التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد ،وذلك من خلال مواصلة بذل الجهود المخلصة لإعلاء شأن الوطن وتحمل المسؤولية الوطنية والارتقاء بالأداء وتطويره .
فعمالنا الذين نحتفل بعيدهم اليوم أثبتوا أنهم رديف حقيقي لجيشنا الباسل في التصدي للحرب الكونية الإرهابية ،وللحرب الاقتصادية والحصار الاقتصادي الجائر على شعبنا ومقدراتنا الوطنية .
لا يسعنا إلا أنّ نقول لعمالنا في عيدهم . . كلّ عام وانتم أمل سورية والسوريين .
حديث الناس -اسماعيل جرادات