الحالة المزرية التي وصلت إليها المنطقة والعالم نتيجة الإرهاب الصهيو- أمريكي الممتد منذ عقود طويلة، تعكس الحاجة الملحة إلى التخلص من هذا الوضع الكارثي الذي وضع العالم على فوهة بركان قد ينفجر بأي لحظة.
الولايات المتحدة و”إسرائيل” باتتا يشكلان مصدر خطر وتوتر وهلع لشعوب العالم أجمع بسبب إرهابهما المتنقل من مكان إلى مكان، وبسبب خروجهما وتمردهما وانتهاكهما لكل القوانين الشِرعية والمؤسسات والمنظمات الدولية التي أضحت في معظمها مجرد ألعوبة ودمية يحركونها وفقاً لمصالحهما وأهوائهما وأطماعهما الاستعمارية والاحتلالية.
أمريكا تمتلك أضخم ترسانة نووية في العالم، و”إسرائيل” كذلك تخفي أكبر ترسانة نووية في المنطقة، ويشترك الطرفان معاً في امتلاك أكبر رصيد من الإرهاب والحروب والاغتيالات والانتهاكات بحق الشعوب والدول، وهذا بدوره يجب أن يوصل إلى حقيقة أن كل شيء سيبدو أكثر استقراراً وأمناً وطمأنينة من دون الولايات المتحدة وكيانها المصطنع.
مخاضات ولادة عالم مختلف تتسارع يوماً بعد يوم، وما على الولايات المتحدة إلا أن تفهم وتستوعب أن زمن الهيمنة والتفرد والغطرسة قد ولى إلى غير رجعة، وأن التحكم برقاب الدول ومصائر الشعوب بات أمراً مستحيلاً بعد صعود قوى كبرى إقليمية ودولية مؤثرة وفاعلة إلى المسرح الدولي.
الهيستيريا الأمريكية والإسرائيلية تتواصل وبتسارع ملفت ومقلق، وهو ما يضع المشهد أمام مزيد من الخيارات والمفاجآت التي سوف تكون كارثية عليهما بالدرجة الأولى، لكن الأهم أن تلك الهيستيريا أصبحت تعكس حالة التخبط والعجز التي وصل إليها الطرفان في مواجهة ولادة نظام مختلف على أسس وقواعد جديدة، غير تلك التي تستشرس الولايات المتحدة لإبقائها ممسكة بمفاتيح العالم، ومتحكمة فيه إلى ما لانهاية.
حدث وتعليق – فؤاد الوادي