لميس عودة:
في متلازمة التعافي والنهوض الخلاق من ركامات الحرب الإرهابية، ورأب صدوع التفرقة وتمزيق النسيج السوري، يكون التسامح الوطني الذي تكرسه مراسيم العفو العنوان العريض للمرحلة الحالية بكل تفرعاتها ومضامينها، لتمتين جسور التلاحم والتعاضد بين الشعب السوري والعبور من أنفاق الحرب المظلمة ودهاليز المؤامرات على تفكيك عرى الانتماء الوثيقة نحو بدايات جديدة واعدة ومستقبل مشرق يصنعه كل أبناء الوطن، وذلك بإفساح المجال واسعاً أمام من غرر بهم أو ضللوا للعودة إلى رشدهم الوطني والإسهام الفعال بالبناء والإنتاج وردم بؤر الفوضى الإرهابية.
فكما ضبطت القيادة السورية على مدى أكثر من عقد زمني من الاستهداف الإرهابي الشرس إيقاع المواجهة في معارك الميدان وحلبات السياسة رغم صخب التشويش والتجييش العدائي، فإنها قادرة الآن وفي كل حين على قيادة الدفة إلى حيث تطلعات وآمال السوريين معقودة.
فمن اجتاز مفخخات تعطيل التحرير ونزع صواعق مصادرة القرار الوطني ومزق مخططات الهيمنة والإملاءات الغربية قادر على السير بمقدرة نوعية ومسؤولية وطنية كبرى في أكثر الحقول الشائكة سواء أكانت سياسية أم عسكرية، وقادر على توطيد وتعزيز الروابط الوطنية الجامعة.
يوماً بعد يوم تثبت مجريات الأحداث وتؤكد كل المعطيات أن من قاد السفينة السورية إلى بر الأمان في خضم الفوضى الإرهابية والعصف التآمري الشرس وهجمات التضليل والتأليب العدائي قادر على وأد مخططات الفتنة الهدامة وإجهاض مؤامرات شق الصف السوري المنيع.
العفو من شيم العظماء والتسامح صنيع الكرام، فعندما يكون الهدف الأسمى النهوض بسورية الوطن، والتعالي فوق الجراح ليلتقي أبناء الوطن على ضفاف الانتماء وترتيب ما بعثرته رياح الاستهداف الإرهابي، يكون للعطايا النبيلة الممثلة بمراسيم العفو الكثير الصادرة عن السيد الرئيس بشار الأسد معان وطنية عميقة للإيذان ببدء مرحلة جديدة للتعافي وتجاوز مفخخات أعداء الشعب السوري، مرحلة بناء وتسامح ينفض فيها السوريون عن كاهل وطنهم غبار الحرب الإرهابية، ويتصدون للمكائد ويسدون كل الطرق الملتوية والالتفافية على المتاجرين بقضيتهم.
من التسويات والمصالحات إلى عقد مؤتمر اللاجئين في دمشق، إلى مراسيم العفو وآخرها مرسوم العفو الرقم 7 للعام 2022 المتضمن العفو عن الجرائم الإرهابية الحاصلة قبل تاريخ 30 نيسان، تؤكد الدولة السورية ممثلة بقيادتها الحكيمة الرشيدة أنها على قدر مسؤولياتها الوطنية العليا بتعزيز التسامح الوطني، والعبور بالسوريين نحو الاستقرار وطي صفحات الإرهاب والفتنة التخريبية الهدامة.