الثورة – السويداء – رفيق الكفيري:
هم الذين عرفوا طريق المجد وما رضوا بغيره طريقاً، والذين نظروا بعيونهم أن لا عيش في هذه الدنيا إلا عيش العزة والكرامة، وهم الذين رددوا على الدوام استشهد وسلاحي بيدي لا أن أحيا وسلاحي بيد عدوي، وحياة الشجاع في موته.. وموت الجبان في حياته، يموت الجبناء مرات عديدة قبل أن يأتي أجلهم أما الشجعان فيذوقون الموت مرة واحدة، هكذا هم شهداء سورية الأبرار، رددوا بصادق أفئدتهم قبل أن ترددها ألسنتهم “وطن، شرف، إخلاص” رسموا ملامح النصر ورحلوا، ولكن ما زالت أرواحهم الطاهرة تخط البطولات والانتصارات.. فهم باقون وبعد اليوم لن يرحلوا شهداء الوطن الأبرار، بأقلامهم وأحبارها، ببنادقهم ووقودها يصنعون المعجزات ويكتبون في سفر التاريخ أروع ملاحم التضحية والفداء، رجال الله على الأرض بواسل جيشنا العربي السوري عليكم سلام،
فمنذ أن وطئت أقدام المحتلين التي توالت على بلدنا بدأت قرابين الشهداء تتوالى وقوافل الشهداء تسير القافلة تلو الأخرى وكانت النتيجة دوماً تحقيق النصر ودحر المحتلين وتحقيق السيادة الوطنية.
أبناء جبل العرب كغيرهم من أبناء شعبنا المناضل في سورية خاضوا معارك عديدة ضد الاستعمار بأشكاله كافة وألوانه وقدموا التضحيات الجسام من أجل الحرية، فأيام الاحتلال العثماني، أصدرت المحكمة العرفية بدمشق حكمها بالإعدام شنقاً على عدد من أعيان الجبل وهم ذوقان الأطرش- يحيى عامر- مزيد عامر- هزاع عز الدين محمد القلعاني- حمد المغوش ونفذ الحكم على دفعتين في شهر آذار عام 1911 في ساحة المرجة بدمشق لتبدأ القافلة الأولى من الشهداء على مذبح الحرية.
وكانت قافلة الشهداء الثانية والثالثة في عامي 1915- 1916 على يد جمال باشا السفاح حيث أعدم 11 شهيداً عام 1915، و22 شهيداً في السادس من أيار في كل من ساحة المرجة بدمشق وساحة الحرية في بيروت، ووصل عدد شهداء جبل العرب خلال معاركه ضد الاحتلال العثماني إلى أكثر من 1350 شهيداً، ومعارك الثورة السورية الكبرى أكثر من 4000 شهيد.
قوافل الشهداء أيام الاحتلالين العثماني والفرنسي لم تكن سوى أولى القوافل التي عبرت جسر الحرية لتسير عليه قوافل الشهداء في معارك البطولة ضد الاحتلال الصهيوني في حرب تشرين التحريرية وفلسطين ولبنان والعراق ضد الاحتلال الأميركي.
واليوم أبناء جبل العرب الأشم كما معظم السوريين يسيرون على نهج الآباء والأجداد في تقديم التضحيات وبذل الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على وحدة الوطن وسيادته واستقلاله، ويقفون جنباً إلى جنب مع جيشنا الباسل وفي خندق واحد على امتداد مساحة الوطن في التصدي للإرهاب والإرهابيين ومشغليهم وداعميهم من قوى الشر والبغي والعدوان والغرب الاستعماري.
فخلال الحرب الكونية التي تعرض لها الوطن وتكالبت عليه قوى الشر والبغي والعدوان من كل حدب وصوب قدم جبل العرب الأشم آلاف الشهداء على مذبح الوطن دفاعاً عن الأرض والعرض وذوداً عن حياض الوطن وحفاظا على استقلاله الذي عمد بدماء المجاهدين والمناضلين.. هذه الدماء التي أزهرت نصراً مؤزراً على أعداء الوطن.
في عيد الشهداء، شهداؤنا الأبرار الشهادة خلود وأمانة ومن أكثر أمانة منكم أيها الشهداء الذين أديتم واجبكم بأمانة وإخلاص، ومن أكثر منكم كرماً، أولستم أنتم من كرمكم الله بأن جعلكم أحياء عنده ترزقون، وقال فيكم القائد المؤسس حافظ الأسد بأنكم أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، وقال فيكم السيد الرئيس بشار الأسد: لولا دماء الشهداء والجرحى وعائلاتهم الصابرة الصامدة لما حمينا البلاد والدستور والقانون والمؤسسات، وبالتالي سيادة سورية، منهم تعلمنا، وما زلنا، معاني البطولة والتضحية والفداء، ومنهم نستمد القوة والقدرة، وبعظمتهم ووطنيتهم صمد الوطن، لقد سيجوا بدمائهم الطاهرة حدود البلاد وصاغوا ببطولاتهم أعظم معاني القوة والصلابة.
شهداؤنا الأبرار على شواهد قبوركم نرى قبساً من نور، ومشاعل من ضياء، وعلى خارطة الوطن نرى قاماتكم، لا يمكن للموت أن يغيبكم ولاللسنين أن تطويكم لأنكم بحجم الوطن والوطن لايموت أبداً.
التالي