قوافل بالقرب من الشمس

صفوف وأرتال وقوافل من الشهداء، كتبوا النصر بدمائهم عبر تاريخ أمتنا المجيد من اليرموك إلى ذي قار إلى ملحمة تشرين التحرير، وعند صورة كل شهيد، حكاية ألم وأمل، وملامح فجرٍ يلوح بالنصر القريب.
لم تكد تضع الصورة حتى أخذتها ثانيةً بين ذراعيها تمسحها وتتأمل فيها من جديد، ولعلّ الحياء من باقي رفاقه الشهداء أجبرها أن تضع الصورة، بعد إلقاء التحية عليها، وماهي إلا طرفة عين أو أقل حتى عادت تحتضن صورة شهيد آخر مجدداً، هي سورية أم الشهداء والشهادة، وشهداؤها صورهم بالقرب من الشمس في لوحة خلود لا تضاهى.
سورية قدمت عبر تاريخها الطويل قوافل من الشهداء الأبرار، الذين ضحوا بدمائهم في سبيلها، ولذلك تحتفل الجمهورية العربية السورية بذكرى الشهداء في كل عام في يوم السادس من شهر أيار تخليداً لذكرى شهداء سورية ولبنان، الذين أعدمتهم يد الاحتلال العثماني الآثمة في نهاية الحرب العالمية الأولى.
وفي هذا العيد الكبير يستذكر كل سوري قامات العزة من أبناء وطنهم الذين انتصروا بدمائهم ونبلهم على جحود الأعداء، وهبوا رجالاً لأجل الحق وتعبيد طريق النصر والتحرير وصون سورية من الغدر والعدوان.
في الذكرى السادسة بعد المئة نعود بالذاكرة للسادس من أيار عام 1916 حين واجه الأحرار أحكام المستبد العثماني وتقدموا إلى أعواد المشانق التي نصبها المحتل لهم في دمشق وبيروت، ورؤوسهم مرفوعة نحو الشمس وقلوبهم ثابتة كالجبال الرواسي، وأعواد المشانق مراكب صعود نحو السماء في نظرهم، وحبالها روافع من ضياء.
الشهداء وبدون تقاعس أو تردد سارعوا إلى ساحات الوغى كجري الخيل العتاق، وألقوا بأرواحهم بين أذرع الموت، قاصدين نصرة أوطانهم كرجال مغاوير في قلب عواصف المجد، لبلوغ أرقى درجات الخلود، وإرساء الاستقرار في قلب الوطن والمواطن.
في ذكرى الشهداء المنسوجة من نجيع دمائهم، وصفاء أرواحهم، ومع إشراقة سادس شمس من كل أيار، تزداد شجرة الشهادة نمواً وبساقة، وتتدلى قطوفها بثمار النصر في كل حين بين أيدي السوريين، ترعاها وتسقيها في كل يوم بطولات بواسل الجيش العربي السوري وتضحياتهم.
بالأمس كسرت دماء الشهداء شوكة الاحتلال العثماني، وكانت المثال الأرقى في المقاومة ضد المستعمر الفرنسي، وأخرجته مذموماً مدحوراً، وكانت النبراس واليراع الذي كتب نصر تشرين على العدو الإسرائيلي، وفي الحاضر تستمر هذه الدماء الطاهرة برد العدوان عن أراضي سورية، وستبقى حاضرة في المستقبل ترصد كل دخيل وتقاوم كل عدو أراد شراً بالوطن، وهدير رويها المنتصر الجبار باق، ومن حروفها الحمراء تطل بنادق العزة ورصاصات القوة التي تبدد أوهام الأعداء.

آخر الأخبار
الشعار يبحث تحديات غرفة تجارة وصناعة إدلب شراكة لا إدارة تقليدية.. "الإسكان العسكرية" تتغير! حمص.. 166 عملية في مستشفى العيون الجراحي أسواق حلب.. معاناة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة مهارات التواصل.. بين التعلم والأخلاق "تربية حلب": 42 ألف طالب وطالبة في انطلاق تصفيات "تحدي القراءة العربية" درعا.. رؤى فنية لتحسين البنية التحتية للكهرباء طرطوس.. الاطلاع على واقع مياه الشرب بمدينة بانياس وريفها "الصحة": دعم الولادات الطبيعية والحد من العمليات القيصرية المستشار الألماني الجديد يحذر ترامب من التدخل في سياسة بلاده الشرع: لقاءات باريس إيجابية وتميزت برغبة صادقة في تعزيز التعاون فريق "ملهم".. يزرعون الخير ليثمر محبة وفرحاً.. أبو شعر لـ"الثورة": نعمل بصمت والهدف تضميد الجراح وإح... "الصليب الأحمر": ملتزمون بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏ "جامعتنا أجمل" .. حملة نظافة في تجمع كليات درعا سيئول وواشنطن وطوكيو تتفق على الرد بحزم على استفزازات بيونغ يانغ تنفيذي الصحفيين يجتمع مع فرع اللاذقية درعا.. تبرع بالدم لدعم مرضى التلاسيميا غارات عنيفة على النبطية .. ولبنان يدعو لوقف الاعتداءات الإسرائيلية "زراعة القنيطرة".. دعم الفلاحين بالمياه والمستلزمات للزراعات الصيفية فلاحو درعا يطالبون بتخفيض أسعار الكهرباء توفير الأسمدة والمحروقات