الثورة – عبد الحميد غانم:
عيد الشهداء الذي تحل اليوم ذكراه السادسة بعد المئة هو مناسبة تجسد قيم التضحية الراسخة فكرا وثقافة في وجدان شعبنا ..هو عيد أنبل الناس وأكرمهم و أشجعهم، فخلال الأعوام الماضية من الحرب الإرهابية على سورية كان حاضرا في أذهان السوريين هذا العيد وهم يقدمون قوافل الشهداء التي روت دماؤهم الطاهرة ارض الوطن في مواجهة إرهابيي العالم وشذاذ الأفاق ، دماء طهرت هذه الأرض من رجسهم وأنبتت أزهار الحرية وصنعت انتصارا لم يعرفه العالم من قبل، انتصار أكد من خلاله السوريون لكل من تآمر على وطنهم أن سلاح الحق والإيمان بعدالة القضية أقوى من أي سلاح ومن يمتلك الإرادة الصادقة وحب الوطن والقائد فالنصر حليفه.
عيد الشهداء مناسبة نجدد فيها تمسكنا بمعاني وقيم الشهادة ونستلهم معاني التضحية والفداء في سبيل الوطن وعزته وكرامته ولنعاهد شهداءنا أننا على الدرب سائرون لتحقيق المزيد من الانتصارات وتطهير كل شبر من أرضنا من رجس الإرهاب ولنحافظ عليها طاهرة ولنؤكد للآخرين أن سورية كانت ومازالت الحصن المنيع ومولد الأبطال والشجعان.
تاريخ مشرف يفتخر به السوريون في كل مرحلة من مراحله تأكيد على قيمة الشهادة كسبيل نحو المراد الأسمى الذي تختصره كرامة الوطن وعزته.. المراد الذي يدفع أبطال الجيش العربي السوري اليوم ليسيروا على خطا أجدادهم من المناضلين الشرفاء فيواصلوا العطاء وهم يواجهون الحرب الكونية التي تشن على بلدهم بالوكالة عن الغرب وإسرائيل والمتآمرين معهم قوى ظلامية وهابية تكفيرية لم تدرك حتى اللحظة استحالة الانتصار على شعب عشق الشهادة في سبيل حرية الوطن.
ويعترف ممولو وداعمو الحرب على سورية وأدواتهم الإرهابية أن الفشل رافقهم طيلة أكثر من عشر سنوات في ثني هذا البلد عن مواقفه كما تشهد ساحات المعارك التي يخوضها أبطال الجيش والقوات المسلحة أن عقيدة الشهادة والفداء والدفاع عن الوطن التي يحملونها انتصرت على دعوات التكفير والجهل والتحريض الطائفي والمشروع التقسيمي.
سورية المنتصرة تعيد اليوم وبعد صدور مرسوم العفو قبل أيام، رسم المشهد الداخلي، وقائد الوطن لا يلبث يوجه الصفعات المتتالية لوجه كل من اعتدى على السوريين، وتاجر بمحنتهم، وتربص بهم شراً، وتوهم أن بمقدوره أن يشتري البعض منهم، ليكون الصفح صفح الأقوياء، والعفو من شيم المنتصرين.