الملحق الثقافي: منير خلف :
إلى الصديق الشاعر وليد حسين مضمّخاً بعراقة العراق وشعره العريق
في قلبي
تتلألأ أوقاتُ الإيقاع الأولى
فأواري عتْمَةَ من ينفثُ
في جلد الكَلِمَاتِ الكَدَماتْ.
في هذا البحرِ المتدارك
ما لا تقبَلُهُ التفعيلاتُ الصُّفْرُ
من الرؤيا المخبوءة في بئر الفكرة
تشردُ غزلانُ قصائدَ
لم يُتقَنْ معناها بعدُ
لكي تتدلّى
أعراسُ القُبَلِ المحفوفةِ بالذكرى،
سنظلّ نفسّرُ أسرارَ الماضي
ونعانقُ هاماتِ القادمِ
كي لا تفلتَ
من أيدينا اللحظاتْ.
سنظلّ
نمارسُ فرصتنا الخضراءَ
ونسكنُ في ليل البيت وبيت الليل
نُهدّئ في روع مآسينا الصبواتِ،
نُهيّئُ في أعيننا
غيماتٍ حُبلى
بحنين الأرض إلى الغيمات.
مرضى
من فرط الحبّ ـ صديقي ـ
لا نرضى ..
حتى تنبتَ في أيدينا
صورُ الأورادِ المنحوتةُ فوق لآلئَ
من صوتِ الفجرِ
لكي يتعافى الصّمتُ المخنوقُ
بأعماقِ مآسينا
كي تسموَ
في أرض الشعرِ النخلاتْ.
سنمارسُ حبّاً
لم يولدْ بَعْدُ
ولم تخفقْ في صورته
كرمى صورته الألوانُ ولا النبضاتْ.
سنسيّرُ وجهةَ هذا القلب الأعمى
نحو بيادرَ
من ضوءٍ أزرقَ
كي تحميَنا الذكرى
من هولِ العثراتْ.
من هذي البئر
الملأى بصنوف الآهات،
من هذا المعنى
المترامي الأحزان
نشمّر صفصاف الخابور لدجلةَ
كي نطفئ
في صحو البيداءِ العتماتْ.
نبني
نسعى
نبكي
نحكي
نتناسى كلَّ جراحاتِ التاريخِ
ونُعلي من شأن الكلماتْ.
تتهامَسُ أطرافُ الخوفِ
تمدُّ رسائلَنا آهاتٍ
تُحيي ما فات من المعنى
وتهيل علينا الحَسَرَاتْ.
مَنْ منّا قد أدركَهُ
بعضُ الوقت ؟
وفاتَتْهُ الفضةُ
من ماءِ الدهشةِ
من منّا
قد ماتْ؟
مَنْ أحيا ذكرى الموتِ
بهذي الأرضِ
وأعلنَ مَوْتَ القُبلاتْ؟
التاريخ:الثلاثاء10-5-2022
رقم العدد :1094