على واجهة الحير

حيث المكان يرتبط بتاريخ بشري يبدأ منذ مليون سنة (عمر أقدم قطعة فيه)، وبتاريخ حضاري متسلسل غير منفصل، يمتد عدة آلاف من السنيين، احتفل الأربعاء الماضي بعيد الشهداء العاشر بعد المئة، عشية ارتقاء كوكبة جديدة منهم مفتدين بأرواحهم وطنهم الأول، الثاني لكل إنسان في العالم.

هو المتحف الوطني بدمشق، الذي بُدئ بتشييده أثناء الحكم الوطني عام 1936، ليتناسب مع أهمية الآثار التي ستودع فيه.

وهو أحد أهم المتاحف بالعالم حيث يتجلى التاريخ الحضاري بإرث حضارات يندر وجود ما يشبه ثراءها وتنوعها في أنحاء العالم، تتوزع كنوزها الأثرية، التي تعود إلى كل مكان وزمان في سورية، عبر أروقة المتحف، وباحاته وحديقته.

حتى أن أحد كبار العلماء الأثريين في العالم قال واصفاً اياه: «لا أعرف متحفاً في العالم يمكن أن يجاري متحف دمشق في روعة الأبنية الأثرية المشهورة التي أعيد تشييدها فيه» في إشارة إلى مدفن يرحاي التدمري الذي يعد خير نموذج للمباني الجنائزية التدمرية، وقد تم نقله من وادي القبور في تدمر وأعيد بناؤه في المتحف وكنيس دورا أوروبوس الذي يضم مجموعة نادرة من الصور الجدارية المنفذة بتقنية الفريسك، وقد نقل من ضفاف الفرات، وواجهة قصر الحير الغربي، وبعض من عناصره المعمارية، التي تم نقلها من بادية الشام مطلع الخمسينات والقاعة الشاميّة التي كانت ضمن منزل جميل مردم بك في حي سيدي عامود (الحريقة) ولحقت بها أضرار جسيمة إثر قصف الفرنسيين للحيّ عام ١٩٢٥ ونقلها جميل مردم بك كهدية إلى المتحف، وأعاد تجميعها كقاعة محاضرات الحرفي الماهر أبو سليمان الخيّاط في عام 1961.

في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي تم تبديل مدخل المتحف بحيث أصبح من واجهة قصر الحير الغربي، ومع مطلع هذا القرن أصبح الطابق الثالث في الجناح الغربي معرضاً دائماً للمعمار السوري – الروماني الشهير ابوللودور الدمشقي وكان أحدث ما أضيف إلى المتحف التمثال الشهير لأسد اللات التدمري الذي نجح الخبراء في ترميمه وإعادته إلى حاله السابق لقيام (داعش) بتفجيره.

إلى جانب كونه متحفاً للأثار، فهو في كثير من جوانبه – كما يتضح – ذاكرة لتاريخ الكفاح ضد الغزاة والطامعين، وربما كان هذا ما دفع القائمين على احتفالية يوم الشهيد لاختيار المتحف مكاناً لهذه الاحتفالية، التي لم يسبق أن شهدنا في سورية ما يماثلها في الفخامة واجتماع العراقة مع الحداثة وقد لا يكون مهماً الحديث عن ذلك العرض البصري – السمعي الاستثنائي، فقد شاهده الجميع على شاشة التلفزيون لكن المهم التأكيد من جديد على أن الفن حين يتناول حدثاً كبيراً، يجب أن يكون بدوره كبيراً، يسمو إليه، ولا يتكل عليه.

وقد شاهدنا، وسمعنا في متحفنا الوطني إبداعاً يليق بالمناسبة، وبالمكان.

آخر الأخبار
تجربة نموذجية تعبر عن اتجاه سوريا الجديدة ترامب ينشر خريطة الانسحاب داخل غزة.. وتحضيرات لمؤتمر القاهرة صناديق الاقتراع تغلق.. والأنظار تتجه إلى أداء المجلس القادم حلب تغلق صناديق الاقتراع وتبدأ فرز الأصوات ورشات عمل عاجلة في حلب لتحديد مشكلات القطاعات الصناعية  الانتخابات لمجلس الشعب.. بداية لعهد تشاركي يعيد الثقة للمواطن  الشرع: الانتخابات محطة مهمة وبناء سوريا مسؤولية جماعية سوريا تنتخب.. مشهد جديد وتفاؤل مبشر السومة خارج قائمة المنتخب لمباراتي  تصفيات كأس آسيا  الشرع: البلاد طوت صفحة الحرب وتستعد لمرحلة تشريعية جديدة أعضاء لجان انتخابية بحلب: مستقبل أفضل للبلاد  أهم الاستحقاقات.. مجلس الشعب المكان الأمثل للحوار الوطني أسماء الفائزين في انتخابات مجلس الشعب بدرعا  أعضاء لجان انتخابية بحلب: مستقبل أفضل للبلاد برلمان جديد يولد من صناديق اقتراع السوريين المطر على الأبواب.. الإسفلت يصل إلى المركز أولاً والضواحي تنتظر تقنيات التعليم وضروراتها في العملية التعليمية طريق دمشق - السويداء يشهد تحسناً ملحوظاً بحركة المسافرين ديمقراطية تتجسد على أرض الواقع..دمشق تنتخب بروح جديدة هل هذه نهاية الحرب في غزة؟