كتبت لميس عودة:
كلما ضاقت أنفاس رعاة الإرهاب العالمي بابتلاع غصات إخفاقاتهم لعجزهم عن تغيير المعادلات على الأرض السورية، تطفو على سطح السياسة الغربية زوبعة اتجار قذر بالدواعي الإنسانية، ويواصل ساسة الغرب الاستعماري المنخرط بالحرب الإرهابية على سورية اللعب على حبال المساعدات والمتاجرة الدنيئة بقضية المهجرين بفعل جرائم التنظيمات الإرهابية التي تدعمها وتمول إرهابها عواصم هذه الدول كوسيلة للمواربة وذر غبار التعمية عن انخراطهم في معاناة الشعب السوري، وتبرير حصارهم الجائر وعقوباتهم المجحفة الظالمة بحق السوريين.
كما في غيره من المؤتمرات الغربية السابقة التي لم يكن غايتها أبدا إيجاد مخارج موضوعية تحفظ امن و سلام السوريين، وتصون وحدة جغرافية بلادهم وقرارهم السيادي الوطني. تجسد في مؤتمر بروكسل بنسخته السادسة النفاق الغربي بأبشع صوره، بتناوب ساسة الغرب على الدجل الاستعراضي على المنابر، فتعويم فقاعة حقوق الإنسان على سطح الادعاء المغرض هي الذريعة التي لا يملوا اجترارها لتسويغ إرهابهم الاقتصادي وفتح خزائن المساعدات فقط لبقايا الفلول الإرهابية، بينما مساعيهم محمومة لتطويق حياة السوريين بزنار الحصار الجائر ،فشعارات الإنسانية هي الأكثر رواجاً في سوق العربدة الغربية.
لا يختلف المشهد الغربي الحالي بتوصيفاته في كل الإجراءات المتخذة من دوله الاستعمارية، ولا يتباين بتجلياته وغاياته من التضييق على سبل حياة السوريين بالتعكز على “قيصر” أميركا في تسويغ الإرهاب الاقتصادي , وما فورة الإنسانية المصطنعة من الغرب الموغل في معاناة السوريين إلا ورقة سياسية أحرقتها حقائق وبراهين انغماسهم في أوحال الإرهاب ودعمه وتمويله .
الدولة السورية لم تراهن يوماً على إنصاف غرب مغرق في دعم الإرهاب، ومشارك في كل فصول استهداف الشعب السوري عسكريا واقتصاديا، ولم تعول يوما عليه في إيجاد حلول يلهث لمنع اجتراحها, إذ كيف لمن دمر المدن والبلدات السورية بآلة حرب إرهابييه ، وأوغل في سفك الدماء ودعم الإرهاب أن يكون منصفاً وإنسانيا؟!.
قضية اللاجئين التي يستثمرها الغرب السفيه كورقة ضغط سياسية، تصدرت على الدوام سلم الأولويات الوطنية وتربعت على عرش اهتمامات الدولة السورية، إلا أن الدول المشغلة للإرهاب والضالعة بمآسي السوريين وعذابات تهجيرهم ومعاناتهم تعرقل عودتهم وتضع المفخخات أمام كل الجهود الوطنية الخلاقة والمساعي الحثيثة الرامية لتسهيل عودتهم إلى وطنهم .
فالتعطيل الممنهج لعودة اللاجئين من قبل قوى محور العدوان جلي منذ البداية ، فقضية اللاجئين بالنسبة لدول العدوان ورقة مساومة سياسية ووسيلة للتدخل السافر في الشؤون السورية، وذريعة وقحة لضخ الأكاذيب وتلفيق التهم الباطلة التي لطالما وظفوها لتسويغ ما لا يسوغ من جرائم حرب ارتكبوها بحق الشعب السوري .
فأميركا والغرب التابع لها الذين يعرقلون عودة اللاجئين ويفخخون مساعي حل هذه القضية لم يكونوا يوماً مناصرين للشعب السوري على عكس ادعاءاتهم، بل تاجروا مرارا بحقوقه وأمنه وسلامه، ويقفلون حتى اللحظة بوابات عودة اللاجئين إلى مدنهم وبلداتهم التي تم تحريرها بفعل بطولات وتضحيات الجيش العربي السوري، لأن عودتهم تسحب بساط الذرائع العدوانية من تحت أقدام صناع الإرهاب.