كتبت عزة شتيوي:
كرنفال للأقنعة في بروكسل، وما تسمى الدول (المانحة) للشعب السوري تتقنع بالإنسانية ولا يأتينا من المجتمعين في بروكسل سوى الاستعراض والمزاد العلني على استمرار الأزمة في سورية،
لم يتحدث ممثلو الدول خاصة في أميركا وأوروبا عن رفع العقوبات وإعادة المهجرين السوريين بفعل الإرهاب إلى بيوتهم، بل العكس تحدثت ممثلة أميركا ليندا توماس غرينفيلد عن ضرورة اعتقال هؤلاء السوريين بالدول المجاورة ومنع إعادة الإعمار في سورية، وزجت أنفها السياسي في التفاصيل التي لا يحق إلا للسوريين تحديدها.. الأكثر من ذلك أن الممثلة الأميركية في مؤتمر بروكسل تعامت عن وجود احتلال أميركي في سورية وسرقة النفط وثروات الشعب السوري وراحت تحاضر بفصاحة بالإنسانية وتثرثر عن الحلول السياسية وشروط (التطبيع) مع سورية دون حتى أن تتطرق إلى عقوبات قيصر أو تذكر حرق دولتها للقمح السوري.
الأكثر فظاظة من الممثلة الأميركية الفاشلة في مؤتمر المانحين هو مفوض الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل الذي جلس على كتف الموقف الأميركي وراح يردد كالببغاء ما تقوله واشنطن ويستعرض مزاد (المانحيين ).
بوريل وجد الفرصة مناسبة للتضييق على روسيا التي لم تتم دعوتها إلى المؤتمر رغم أنها الأكثر فعالية في الملف السياسي كونها ضامنة لمؤتمر استنة ..المفوض الأوروبي بوريل قفز من البانيو السياسي وقال وجدتها هناك الطريق مفتوح من تركيا إلى إدلب ودعم الإرهاب مضمون طالما أن اردوغان جالس الآن على طاولة المؤامرة الغربية على الشعب السوري.
فهل كنا ننتظر مثلاَ من الاتحاد الأوروبي في المؤتمر السادس لما يسميه “المانحون” رفع العقوبات عن سورية قبل أن يأخذ إشارة من واشنطن .. أم أن مؤتمر بروكسل الذي ينعقد على أطراف العدوان الأميركي والضغط الاقتصادي على سورية ليس إلا من سلسلة ملحقات العدوان على سورية.
مؤتمر بروكسل فضيحة أوروبية جديدة تبث من عاصمة الاتحاد الأوروبي الذي تورطه واشنطن اليوم بالعداء لروسيا في أوكرانيا وتضعه على شفير أزمة غاز ووقود لا يبدو أنها ستمكن بروكسل من إضاءة قاعات مؤتمر المانحين القادم أو حتى إجراء استعراض، ورمي الأموال على جسد الراقصة الأميركية على مسرح مكافحة الإرهاب.