الثورة ـ تعليق راغب العطيه:
في خطوة تصعيدية قررت كل من السويد وفنلندا إنهاء حيادهما العسكري الذي اعتمدتاه على مدار عشرات السنين، معلنتين تقديم طلبات الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وهذه الخطوة لا شك أنها بدفع وتشجيع أميركي وغربي لافت.
ويأتي إعلان “الناتو” بأنه سيتخذ كافة الإجراءات اللازمة لتسريع عملية الانضمام، كخطوة استفزازية جديدة تسهم بشكل كبير بزيادة التوتر على الساحة الدولية، وخاصة تجاه روسيا الاتحادية وريثة الاتحاد السوفييتي السابق، ما يعني أن الغرب مصر على التصعيد مع موسكو التي أعلنت صراحة أنها ستتخذ كل الإجراءات الجوابية مقابل كل وضع يستجد.
وجاءت نتيجة التصويت في البرلمان الفنلندي على الانضمام إلى حلف “الناتو” بشكل يشبه الإجماع، حيث صوت 188 عضواً لمصلحة الانضمام مقابل 8 أعضاء ضده، ما يدل على أن هناك استعداداُ سياسياً كاملاً في هذا البلد لاتخاذ موقف منحاز للمعسكر الغربي ضد روسيا.
أما في السويد فقد اتفقت الحكومة مع المعارضة على مسألة الانضمام، قائلة: إن الوضع الحالي “يتطلب” من السويد الانضمام إلى التحالف العسكري الغربي، في إشارة منها إلى الوضع في أوكرانيا الناتج عن العملية العسكرية الروسية الخاصة في هذا البلد.
ومع أن روسيا أكدت أنه ليس لديها مشكلات مع فنلندا والسويد، وأن انضمامهما إلى حلف الناتو لا يشكل تهديداً مباشراً لها، غير أنها شددت على أن توسيع البنى التحتية العسكرية في هذه المناطق سيؤدي بالتأكيد إلى إجراءات جوابية تتناسب مع كل وضع يستجد، معتبرة عملية ضم جارتيها من إلى الناتو خروجاً للحلف عن مهمته وإطاره الجغرافي ومحاولة من جانبه التأثير على مناطق أخرى بطريقة سيئة.
على المقلب الآخر يدفع الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية فنلندا والسويد للإسراع بالتقدم بطلبيهما للانضمام للناتو في سياق الضغوط التي يمارسونها بشكل متواصل على موسكو، وخاصة بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، مصورين روسيا أنها خطر على الدول المجاورة لها.
وتصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حول المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف يختصر تصريحات أتباعه الأوروبيين، ويعد استفزازاً وتصعيداً جديداً تجاه روسيا التي تصنف بحسب النسخة الحالية من المفهوم الاستراتيجي للناتو التي اعتمدت في عام 2010 “شريكاً” للناتو، بينما يؤكد المراقبون أن الناتو يتجه إلى تصنيف سلوك روسيا بالتهديد المباشر في مفهومه الاستراتيجي الذي من المتوقع أن يتبناه زعماء الناتو في قمتهم المزمع عقدها في مدريد في حزيران القادم.

التالي