بات عابرو الشوارع في المدن المكتظة ذات الكثافة السكانية الكبيرة يبحثون عن رصيف أو ممر يقيهم حوادث سير ورعونة وطيش بعض السائقين، وأصوات مزامير تطارد سمعهم وتعجل في خطواتهم لتأخذهم إلى هم جديد هو العبور بأقل الخسائر المادية والجسدية والنفسية.
وتبلغ هذه الظاهرة ذروتها في مراكز المدن والأسواق وخاصة في العاصمة دمشق، فلايجد المارة رصيفاً إلا وتحول لمواقف للسيارات ولا ينقص إلا أن تكتب عبارة ممنوع مرور المشاة فالرصيف مخصص للسيارات، وفي مكان آخر الرصيف تحول لكافتيريا ومحل مأكولات لتزداد الطرقات ضيقاً بعابريها.
في هذا الوقت تطالعك إحصائيات المرور بمناسبة يوم المرور العالمي بارتفاع في حصيلة ضحايا حوادث المرور السنوية والربعية، وبالفعل يكاد لايمر يوم دون السماع بحادث سير إما داخل المدن أو خارجها، فالإحصائية الربعية ل٩٠يوماً من العام الحالي تشير إلى ٢٢٤٤ حادث سير تسببت بوفاة ٨٣ شخصاً، أي بمعدل تقريبي وفاة شخص كل يوم جراء حوادث السير.
إشغالات الأرصفة قد تكون إحدى المخالفات المتسببة في تعرض المارة لحوادث السير، لكن بالتأكيد ثمة أسباب أخرى تتعلق بتهور السائق وأهليته للسياقة وهذا برسم من منحه الشهادة، ناهيك عن الاهتمام بتأهيل الطرقات ومدى تطبيق قوانين السير من قبل الأجهزة المعنية، أو الالتزام بها من قبل الناس…
وأعتقد أن من يشغل كامل الرصيف ولايترك ممراً صغيراً للمشاة يقوم بمخالفة صريحة، لذلك لابد من إعادة النظر خاصة مايتعلق بوقوف السيارات دون عرقلة عمل بعض الباعة الصغار، ويبقى الحل تجاه أي ظاهرة بإزالة أسبابها والإحاطة بالمستفيدين منها وتطبيق الأنظمة والقوانين.