لم تنته الحرب الكونية على سورية والذي تغير فيها هو تولي رعاة الإرهاب دور أدواتهم الإرهابية التي قضى على معظمها الجيش العربي السوري وحلفاؤه. لعب كيان الاحتلال الإسرائيلي دورا بارزا في العدوان الكوني على سورية عبر دعمه المباشر من جميع النواحي للتنظيمات الإرهابية وخاصة في المنطقة الجنوبية وانتقل للقيام بالعدوان المباشر على الأراضي السورية بعد فشله في تحقيق أهدافه بواسطة الإرهاب في محاولة مكشوفة لمنع الجيش السوري من ترميم قدراته العسكرية الدفاعية وخاصة في مجال الدفاع الجوي التي كانت هدفا أساسيا للتنظيمات الإرهابية منذ بداية الحرب على سورية. كذلك الأمر حل النظام التركي محل أدواته الإرهابية في العدوان على سورية باحتلاله لمساحات من الأراضي السورية في غرب وشمال البلاد ومشاركة قواته العسكرية للتنظيمات الإرهابية في أعمالها الإرهابية ضد المدنيين في محافظة ادلب إضافة إلى تنفيذ مخطط تطهير ديموغرافي للمناطق التي تسيطر عليها من خلال إحلال مرتزقة ولاجئين سوريين بدلا من سكانها الأصليين.
إن إعلان هذا النظام عن تحضيره لبناء مساكن في هذه المناطق للاجئين يخدم عملية التطهير هذه والتي حاول رئيس النظام التركي التعمية عليها بالحديث عن إنشاء منطقة آمنة والتي تعكس حقيقة الأطماع العدوانية للنظام التركي في سورية وعلى وحدة أرضها وشعبها خلافا لما تروجه ماكينة هذا النظام الإعلامية. ويأتي القرار الأميركي باستثناء المناطق المحتلة من القوات الأميركية والتركية في شمال وشرق البلاد من حزم العقوبات الغربية على سورية ليكشف حقيقة التنسيق بين أذرع العدوان التي تقوم بعملية توزيع المهام العدوانية على الشعب السوري فيما بينها لمنعه من استعادة الاستقرار وإعادة البناء وتطهير ما تبقى من بؤر إرهابية. وفي الجزيرة السورية تكمل ممارسات الاحتلال الأميركي واستمراره بنهب وسرقة الموارد الوطنية والإجراءات الاقتصادية غير القانونية حلقة العدوان التركي والإسرائيلي بهدف إخضاع الشعب السوري وهو ما تعمل على التخفيف من آثاره الاقتصادية الحكومة السورية عبر إدارة الموارد المحلية وتعزيز الإنتاج الزراعي والصناعي والمضي في توفير كل مقومات الدفاع عن الوطن بالتعاون مع الحلفاء والأصدقاء. يحاول كيان الاحتلال الإسرائيلي من خلال تصعيد اعتداءاته الجوية على سورية الدفع باتجاه إعادة خلط للأوراق في المنطقة يستطيع من خلاله التحكم بإدارة المعركة بالكامل وهو ما يتعامل معه الجيش السوري عسكريا بالتصدي للاعتداءات الإسرائيلية ومنعها من تحقيق أهدافها وهو ما تؤكده مراكز الأبحاث العسكرية ووسائل الرصد الروسية التي أشارت إلى تمكن منظومات الدفاع الجوي السورية من إسقاط 80 بالمئة من الصواريخ الإسرائيلية قبل الوصول إلى أهدافها وهذا يبين فشل كيان الاحتلال في تحييد القدرات الدفاعية الجوية السورية التي تزداد فاعليتها يوما بعد آخر. لا شك في أن كيان العدو الإسرائيلي لديه أهداف عديدة من تكرار اعتداءاته على سورية وادعائه بأن الأمر محصور بدور الحليف الإيراني هو تضليل وحجج واهية وهو يسعى إلى إدامة حالة عدم الاستقرار في المنطقة إجمالا وفي سورية والعراق خاصة في محاولة مكشوفة لعرقلة كل الجهود الرامية لحل المشاكل الإقليمية وإعادة التفاعل بين دول المنطقة والتعاون فيما بينها لتجاوز مرحلة التدخل الغربي والأميركي السافر خلال العقدين الأخيرين في شؤون دولها. يخطئ من يعتقد أن إيقاف العدوان الصاروخي الإسرائيلي على الأراضي السورية يكون فقط بالرد بالمثل فهذا الأمر يترك تحديده للقيادات العسكرية السورية التي تحدد كيفية إفشال العدوان أولا ومن ثم الرد عليه بالشكل الذي يخدم استراتيجية الدولة وأولوياتها وليس الوقوع في شرك المعتدي.

التالي