يتصدر العناد أبرز المشاكل التي يعانيها الأهل مع أبنائهم، سواء كانوا مراهقين أم كانوا أطفالاً صغاراً، وقد تزداد هذه المشاكل وتتحول إلى صدام إذا لم يحسن الأهل وخصوصاً الأم والأب التصرف واحتواء الموقف ومعالجة أسبابها، ذلك أن تجاهل الوالدين أو جهلهم بكيفية التعامل مع ابنهم العنيد والرافض لكل شيء قد يزيد الطين بلة، حيث يخلق ذلك لديه دوافع جديدة للمشاكسة والمناكفة والرفض.
في حالة عناد الأبناء فإنه يتوجب على الأهل معرفة أن عدم امتثال الابن لتوجيهاتهم ونصائحهم ،هو أمر طبيعي جداً لأن هذا يندرج ضمن سياق النمو الطبيعي لشخصيته التي تطمح للاستقلالية والثقة والكبرياء والشعور بالذات، وهذا أمر يجب أن يعلمه ويفهمه الأبوين جيداً كون الكثير منهم يتعامل مع ابنه لاسيما المراهق وكأنه روبوت آلي بلا شخصية وأحاسيس يتوجب عليه أن يفعل ما يأمره به والديه دون نقاش أو رفض، وإلا مصيره العقاب والتوبيخ، وأحياناً الضرب والضرب المبرح الذي يترك آثاره السلبية عميقاً جداَ في وجدانه ونفسيته.
من هنا يجب على الأهل أن يتعاملوا مع ابنهم العنيد الرافض لـ ” أوامرهم ” على أنه كتلة من المشاعر والأحاسيس وهذا يكون عبر احتواء عناده وتقبل رأيه ومناقشته بشكل هادئ وتوجيهه بشكل لطيف والابتعاد عن أسلوب الأمر والنهي القسري، فالابن العنيد هو مشروع إنسان ناجح ومبدع ومتوازن وكامل الصفات.
إن احترام أبنائنا ومعاملتهم بشكل حسن من شأنه أن يزيد من ثقتهم بأنفسهم ويعزز قدرتهم على الإبداع والنجاح والتفوق، والأهم أن احترامهم منذ نعومة أظفارهم يسهل من توجيههم وضبطهم واحتواء عنادهم، فالاحترام والحب والتقدير من أهم الاحتياجات النفسية التي يحتاجها أبناؤنا، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها جميعاً والتي ترخي بظلالها السوداء على نفسيتنا جميعا كباراً وصغاراً.