التطور التكنولوجي يضع الطاقات المتجددة على رأس قائمة الطاقة العالمية

المهندس مأمون نظير البرادعي:
استقرت انبعاثات الكربون الكوكبية المرتبطة باستهلاك الطاقة في عام 2014، بينما استمر الاقتصاد العالمي في النمو، الاستقرار يرجع جزئياً إلى زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، و بما طرأ من تحسينات على كفاءة الطاقة.
تطوُّر تقنيات الطاقة المتجددة فاق جميع التوقُّعات، حيث إن الطلب العالمي على المصادر المتجددة ظلّ يزداد بصورة مطردة، كما حدث نفس الشيء بالنسبة لاستهلاك الطاقة وخاصة في البلدان النامية.
كذلك فقد ازدادت بدورها قدرة التشييد والإنتاج من واقع جميع تكنولوجيات الطاقة المتجددة، فيما شهد معظمها تخفيضات ملموسة من حيث التكاليف على صعيد العالم أجمع لدرجة أن وصل إلى حالة التساوي في بعض الأسواق.
و بحسب تقرير الحالة العالمية لمصادر الطاقة المتجدّدة 2015 (REN21) فإن أهداف الطاقة المتجددة وسياسات الدعم انتشرت على مستوى العالم كله باتت تظهر حالياً في ما لا يقل عن 164 بلداً، وبالمثل، زادت تدابير كفاءة الطاقة على صعيد العالم بأسره، فيما تناقصت بالتالي كثافة الطاقة العالمية بمعدل سنوي مركَّب يبلغ في المتوسط نحو 1.25 في المائة بين عامي 1990 و 2013.
معظم مناطق العالم استطاعت أن تحقِّق تحسينات من حيث الكثافة الإجمالية للطاقة خلال هذه الفترة، كما أن أهداف كفاءة الطاقة باتت الآن متوخّاة على جميع مستويات الحكومات.
ويمكن التماس المعايير وبرامج التوسيم فيما لا يقل عن 81 بلداً بينما أصبحت معايير المحرّكات الكهربائية مُستخدَمة في التطبيقات الصناعية حالياً في 44 بلداً على الأقل، وبالإضافة إلى ذلك فإن معايير التوفير في استخدام وقود المركبات باتت تغطّي نحو 70 في المائة من السوق العالمية للمركبات الخفيفة.
وبقدر ما إن بعض البلدان ظلّت تتصدّر سياسات نشر وتنمية الطاقة المتجددة ووضع سياسات لدعم مصادر الطاقة المتجددة، فإن هناك بعض البلدان التي تستخدِم الطاقة بصورة أكفأ من غيرها، ومن ثم تتباين الوفورات المحتملة تبايناً واسعاً عبر البلدان والمناطق.
ومع ذلك ففي جميع البلدان وجميع القطاعات الاقتصادية، ما زالت أوجه التآزر بين المصادر المتجددة وتدابير كفاءة الطاقة ممكنة وبحيث إن تعزيز جانب منها يؤدّي بدوره إلى تعزيز الجانب الآخر في أغلب الأحيان، وفي كلا السياقَين التقني والسياساتي يمكن أن ينجم أثر إيجابي عن الطاقة المتجددة بالنسبة لكفاءة الطاقة والعكس صحيح.
حالات التآزر التقنية
في حالات توفير خدمات الطاقة الأساسية، تحدث خسائر محتملة في كل مرحلة من مراحل الاستخراج والتحويل والنقل والتوصيل والاستخدام الأخير، وكلُ من هذه الخطوات تتيح فرصاً لتدعيم كفاءة الطاقة بالنسبة للشبكة في مجموعها، وبرغم أن هذه الظاهرة مفيدة بصرف النظر عن مصدر الطاقة الأساسي، إلاّ أن هناك حالات تآزر معيَّنة توجَد ما بين مصادر الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.
وتستطيع أنواع الطاقة المتجددة أن تلعب دوراً أكبر في التزويد بالطاقة الأساسية عندما تتسم عملية تقديم خدمات الطاقة بمزيد من الكفاءة، ومع الزيادات في تقاسم الطاقة المتجددة يصبح المطلوب هو كمّ أقل من الطاقة الأساسية من أجل تقديم نفس المستوى من خدمات الطاقة.
ويعمل الجانبان معاً من أجل التقليل إلى أدنى حدّ من التكاليف البيئية والاقتصادية على صعيد الشبكة ككل؛ فأنواع الطاقة المتجددة التي لا تتطلّب مُدخلاً من الوقود، وهي الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية تؤدّي إلى تحسين الطاقة بصورة جوهرية باعتبار أن ليس ثمة حاجة للتحويل الحراري.
أما الطاقة المتجددة الموزَّعة، مُقتَرنة بتحسينات كفاءة الطاقة فهي تؤدّي إلى تخفيض الطلب على الكهرباء في وقت الذروة، بينما تعمل في نفس الوقت على الحدّ من خسائر واختناقات التوصيل، وبصورة جوهرية فإن الأنواع المتجددة وتدابير كفاءة الطاقة يدعم كل منهما الآخر بما يؤدّي إلى إتاحة استخدامات الطاقة التي كان يمكن بغير ذلك أن لا تكون متاحة للاستخدام لا تقنياً ولا اقتصادياً، وهذا يفضي إلى نتيجة تفوق ما يفضي إليه مجموع أجزائها.
وعلى نحو ما تبيِّنه التحليلات التي أجرتها مؤخراً الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن استثمارات الطاقة المتجددة تتيح التوصُّل إلى أبنية ذات كفاءة ويمكن تزويدها بالطاقة بصورة أيسر وخاصة عندما لا تكون هذه المصادر المتجددة مرتبطة بإحدى الشبكات، فالمباني التي تتسم بالكفاءة، مقترنة بتوليد الطاقة المتجددة في الموقع ذاته، تؤدّي إلى تخفيض الطلب النهائي وإلى عدم اكتظاظ الشبكة أو حدوث خسائر، فضلاً عن التقليل في تكاليف نقل الوقود.

آخر الأخبار
"ذاكرة اعتقال"..  حلب تُحيي ذاكرة السجون وتستحضر وجع المعتقلين "صندوق التنمية السوري".. خطوة مباركة لنهوض سوريا على كل الصعد من الجباية إلى الشراكة.. إصلاح ضريبي يفتح باب التحول الاقتصادي فضيحة الشهادات الجامعية المزورة.. انعكاسات مدوية على مستقبل التعليم   أزمة إدارية ومالية.. محافظ السويداء يوضح بشفافية ملابسات تأخير صرف الرواتب "صندوق التنمية السوري".. إرادة وطن تُترجم إلى فعل حين تُزوّر الشهادة الجامعية.. أي مستقبل نرجو؟ جامعة خاصة تمنح شهادات مزورة لمتنفذين وتجار مخدرات  وزير الاقتصاد: ما تحقق في"دمشق الدولي" بداية جديدة من العمل الجاد "اتحاد غرف التجارة الأردنية" يبحث تطوير التعاون التجاري في درعا تفعيل دور  الكوادر الصحية بالقنيطرة في التوعية المجتمعية "المرصد السوري لحقوق الإنسان" يقطع رأس الحقيقة ويعلقه على حبال التضليل حملة فبركات ممنهجة تستهدف مؤسسات الدولة السورية.. روايات زائفة ومحاولات لإثارة الفتنة مع اقتراب العام الدراسي الجديد...  شكاوى بدرعا من ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية  برامج تدريبية جديدة في قطاع السياحة والفندقة إلغاء "قيصر".. بين تبدل أولويات واشنطن وإعادة التموضع في الشرق الأوسط دعم مصر لسوريا..  رفض الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية  تطوير التشريعات والقوانين لتنفيذ اتفاقيات معرض دمشق الدولي أزمة المياه تتجاوز حدود سوريا لتشكل تحدياً إقليمياً وأمنياً "كهرباء القنيطرة": الحفاظ على جاهزية الشبكة واستقرار التغذية للمشتركين جهود لإعادة تأهيل مستشفيي المليحة وكفربطنا