الحسكة –الثورة :
للعام الثاني على التوالي وبسبب قلة هطول الأمطار في شهري نيسان وأيار، يعاني فلاحو محافظة الحسكة قلة الإنتاج ويذوقون طعم المرارة بخساراتهم وخروج مساحات شاسعة من دائرة الإنتاج بعد بدء حصاد محصول الشعير والعدس في المنطقة الجنوبية وجزء من المناطق الشمالية من محصول البعل في المحافظة، لتتوالى خلال الأيام القليلة القادمة عمليات الحصاد في باقي المناطق في حين ان مساحات كبيرة من القمح البعل تم ضمانها لتربية المواشي بأسعار لا تغطي قيمة البذار والفلاحة .
ولم يُرض نتاج هذا العام من الشَّعير و القمح البعل الى جانب العدس والعطريات الأخرى في المناطق الشمالية المزارع عبد الباسط سلطان، من ريف عامودا، حيث قام بقلب مساحات تجاوزت اكثر من 600 هكتار من بذار الكزبرة الى جانب بيع وضمان مساحة 500هكتار من القمح البعل لمربي المواشي، وبحسب قوله بلغت قيمة الخسائر التي تكبدها نتيجة ذلك أكثر من 15 مليون ليرة بسبب ارتفاع تكاليف الزراعة.
ويضيف سلطان حتى ان إنتاج بعض المساحات التي ربما يتم حصادها لن تغطي تكاليف الإنتاج نتيجة ارتفاع تكليف وأجور الحصادات هذا العام ولكن نحن مجبرون على الحصاد للحصول على بعض التبن للمواشي.
في حين يقول الفلاح هشام احمد من قرى مدينة عامودا أن إنتاج محصول البعل خرج من دائرة الإنتاج مما أثقل كاهل الفلاحين بسبب ارتفاع التكاليف وتحكم أصحاب المواشي بأسعار بيع الضمان، منوها ان إنتاج القمح المروي أيضا في خطر بسبب ظهور آفة الذبول في بعض المساحات مما يقلل من الإنتاج ويشكل سببا في ضعف الإنتاج والحبة.
من جانبه وصف شوقي حسين أحد مالكي الحصادات، الموسم الزراعي هذا العام بـ “الخاسر” بالنسبة للمزارع ومالك الحصادة، إذ لم يحصلوا على مخصصاتهم من المازوت حتى الآن، لذا يضطرون لشرائه من السّوق السّوداء بأسعار غالية وهي غير مدعومة كما كنا نحصل عليها في الأعوام السابقة.
وأضاف: تحتاج الحصادة يومياً إلى ما يقارب برميلاً كاملاً من المازوت، أي 220 ليتراً، وإن صرفت لجنة الزراعة كميات من المازوت في الأيام القادمة فـ “لن تكون كافية”، لأنها لا تعطي سوى كميات محدودة.
من جانب آخر أكملت الجهات المعنية في المحافظة كامل استعداداتها للبدء بعملية استلام وتسويق القمح من الفلاحين عبر إجراءات ميسرة ومحفزات تسويقية.
وأكد معاون مدير فرع المؤسسة السورية للحبوب خالد المحمد تحديد 3 مراكز لاستلام الأقماح هي جرمز والثروة الحيوانية والطواريج في مدينة القامشلي مع تحضير وتجهيز الساحات ،مشيرا إلى أن افتتاح المراكز سيكون في الأول من حزيران القادم.
وكانت الأسرة الزراعية بالمحافظة ناقشت خلال اجتماعها الذي عقدته برئاسة محافظ الحسكة اللواء غسان حليم خليل في مبنى المحافظة عملية تسويق محصول القمح للموسم الحالي والعمل على تذليل الصعوبات والتحديات التي تواجه الفلاحين والمزارعين.
وأكد المحافظ ان الاجتماع مع الأسرة الزراعية يأتي بعد التوجيه الكريم لسيادة الرئيس بشار الأسد بزيادة سعر كيلو القمح وهو سعر مدروس بعناية فائقة ، 1700 ليرة للكيلو الواحد يسهم في تحفيز الفلاحين على تسليم إنتاجهم إلى مراكز الدولة وزيادة المساحات المزروعة في الموسم القادم، مبيناً أن منح مكافأة تشجيعية بقيمة 300 إلى 400 ليرة لكل كيلو غرام ستساعد الفلاح على تأمين جزء من مستلزمات الإنتاج، مشيرا ًالى ضرورة العمل على تذليل كل الصعوبات بغية تسهيل عملية تسويق المحصول بالنسبة للفلاحين.
يذكر أن المساحات المزروعة بالقمح المروي بلغت ٩٥٢٠٠ هكتار والإنتاج الأولي المتوقع ٢٧٥٠٠٠ طن بينما بلغت مساحات القمح البعل ٢٤٣٥٠٠ ومجموع المساحات المزروعة بالأقماح ٣٣٨٧٠٠.
