بيدرسون في دمشق.. والنية السياسية عقد جولة ثامنة للجنة مناقشة الدستور في الثلاثين من نهاية الشهر الجاري وفي التوقيت الإيجابي لما برز من تطورات على جميع الصعد.
المبعوث الأممي ظهر متفائلاً أمام عدسات الإعلام في العاصمة السورية.. مبشراً باستمرار عمل اللجنة وسط أجواء ملائمة هيَّأها مرسوم العفو الرئاسي الذي صدر مؤخراً.. ولكن..
لم يكن بيدرسون واضحاً حول الأجواء الخارجية وكم الضغط الدولي على المبعوث الدولي وعمل واللجنة والعمليات السياسية حول سورية، وخاصة في الأجواء الدولية المتلبدة جراء الأزمة في أوكرانيا، وهل الأجواء تلائم واشنطن أم لا؟!
المبعوث الأممي قال: إنه بحث اليوم الأوضاع الاقتصادية مع وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد، وهي ذاتها الجملة التي كان قد كررها المبعوث على مسامعنا في الزيارة الماضية وربما قبلها.. لكن الجديد في عبارة بيدرسون هو إضافة (في ظل الأزمة الأوكرانية) إلى تصريحاته حول الأوضاع المعيشية والاقتصادية في سورية.
في ظل الأزمة في أوكرانيا.. هذا يعني أن الغرب وعلى رأسه يضغط الولايات المتحدة على موسكو وحلفائها في دمشق، ويحاول البحث في الملفات القريبة لموسكو عله يبتزها أو يحصل على تنازلات ومقايضات، وخاصة أن روسيا أثبتت قدرتها العسكرية على الوقوف في وجه الأطلسي وألعابه الخلبية في أوكرانيا.
لا ننكر أن المبعوث الأممي طالب المجتمع الدولي بضرورة تقديم الدعم لسورية خاصة بعد مرسوم العفو الرئاسي الأخير.. ولكنه للأسف أسلوب كل المبعوثين الذين حملوا الملف السياسي السوري.. فهم لا يستطيعون توجيه أصابع الاتهام إلى الغرب بشكل مباشر، ويستعملون المصطلحات الفضفاضة لدرجة أنها قد تبتلع مهامهم، فيخرجون كما دخلوا من المهمة مساحة وجودهم بين القلق والتفاؤل.
لماذا حتى اللحظة لم توجه أصابع الاتهام لواشنطن التي تسرق النفط السوري وتحرق بيادر القمح وتخنق السوريين بعقوبات قيصر؟ لماذا حتى الآن لا تجرؤ المهمة الأممية على توصيف الأوضاع في سورية بدقة؟ أو حتى أن تدين جهة غربية رغم الحقائق المكدسة على كل الطاولات السياسية وفي الميدان السوري علناً.. هل من الصعب أن تسأل الأمم المتحدة ماذا تفعل واشنطن في الشمال السوري، حيث النفط والغاز وشرايين الاقتصاد السوري؟ أم إن الحلول الأممية تحاول وضع المساحيق وتجميل صورتها فوق تجاعيد التحكم الأميركي فيها؟.