الثورة-براء الأحمد:
بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الحيوي وتحت شعار “بناء مستقبل مشترك لجميع أشكال الحياة”، أقامت منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” ندوة علمية حول “دور أكساد في تمكين المرأة العربية والحفاظ على التنوع الحيوي” بحضور حوالي /200/ باحث من ممثلي الوزارات والمنظمات والهيئات والخبراء والمهتمين في الدول العربية في مجال التنوع الحيوي إضافة الى عدد من أهم الجامعات والمنظمات العربية والدولية.
وتهدف الندوة التي عُقدت عبر (تقنية الفيديو كونفرانس) اليوم، الى تسليط الضوء على أهمية مشاركة المرأة في تطبيق أنشطة اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع الحيوي ومشاركتها في التوجهات العالمية في الحفاظ على الموارد الطبيعية وصيانة النظم البيئية ما ينعكس إيجابياً على المجتمعات البشرية التي تشكل عمادها المرأة شريكة الرجل في النشاطات الزراعية.
وأكد الدكتور “نصر الدين العبيد” المدير العام لمنظمة “أكساد” في كلمة له، أن المركز العربي نفّذ عشرات المشاريع التنموية للمحافظة على التنوع الحيوي وتنميته وتعظيم الاستفادة منه، كما قام بتنفيذ أكثر من 17 مشروعاً لتحسين الغطاء النباتي والحفاظ على التنوع الحيوي على امتداد الوطن العربي وبمساحة 42 مليون هكتار. كمشروع تطوير الغطاء النباتي في الحماد العراقي -السوري-الاردني -السعودي بمساحة نحو 3 ملايين هكتار، وجبل البشري في سورية، ومشروع صبحا والصرة في الاردن، ومشروع أم جمط في شمال كردفان في السودان وغيرها كثير بالإضافة الى المشاريع في الثروة الحيوانية والهادفة الى التحسين الوراثي للحيوانات الزراعية، وحصر أعدادها والموارد العلفية المتاحة وإعداد الخرائط المتضمنة توزيع الحيوانات الزراعية في الوطن العربي.. كما أنشأت أكساد بنوكا وراثية ومراكز نقل وتجميد الأجنة والتلقيح الصناعي وذلك لحفظ التنوع الجيني واستدامته.
وقال إن المنظمة قامت بالتعاون مع مركز بحوث التنمية الدولية IDRC الكندي بإنشاء بنك معلومات نباتات المناطق الجافة العربية (ADAP) وهو يضم 3110 أنواع نباتية، ويجري حالياً تحديثه.
وأوضح الدكتور “العبيد” أن أكساد عمل على إشراك المرأة في إدارة المشاريع من خلال اختيار خبراء من المجتمعات الأصلية والمحلية. وكانت الشريكة في صنع القرار والمساعدة في الإشراف على المشاريع، وهي في أكساد الباحثة والفنية والعاملة، لأن إشراكها يؤدي لنتائج أفضل لحفظ وإدارة الموارد الطبيعية واستدامتها.
وقال إن أهم سمات هذه المرحلة التي أتشرف بقيادتها تتمثل بمد جسور التعاون والتنسيق مع المؤسسات الوطنية المعنية في الدول العربية، ومع المنظمات العربية والإقليمية والدولية، ونعمل على تعزيز الجهود الرامية إلى مواكبة التوجهات العالمية في تطبيق أنشطة الاتفاقية الدولية للتنوع الحيوي ، وتوجهات الأمم المتحدة لاستعادة النظم البيئية، وصيانة التنوع الحيوي كما نعمل على تطوير البحث العلمي التطبيقي، ونقل وتوطين التقانات الحديثة ، بغية زيادة الإنتاج والإنتاجية، وإقامة شبكة متينة من علاقات العمل مع المؤسسات العلمية والتقنية، والتنسيق الفعال معها بهدف التنفيذ الكامل لمهام التنمية المستدامة، مؤكداً بأن هدفنا من وراء ذلك تعزيز البناء المؤسسي، وتحفيز الأداء، للوصول إلى نقلة نوعية متميزة تسهم في تعزيز الأمن الغذائي والمائي في المنطقة العربية.
وأشار مدير عام اكساد إلى الإنجازات الكبيرة التي حققها المركز في مجال التنمية الزراعية التطبيقية والتي شملت كافة الدول العربية، حيث نجح خبراء أكساد في استنباط 83 صنفاً من القمح والشعير تزرع على نطاق واسع في الدول العربية، وأقام 16 سدة مائية في الجبال الساحلية لخدمة فلاحي القرى العطشى في سورية ولبنان وليبيا، ووزع أكثر من 13 ألف رأس من الغنم العواس والماعز الشامي عالية الإنتاجية وكذلك الإبل على الدول العربية للاستفادة منها في تحسين إنتاجية الحيوانات الزراعية لديها، ووزع 3.5 ملايين غرسة من الزيتون والفستق الحلبي واللوز وغيرها من الأشجار المثمرة، ودرب أكثر من 25 ألفاً من الفنيين الزراعيين العرب في مختلف العلوم الزراعية.
وبين الدكتور “العبيد” دور أكساد في إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة وأثرها في إعادة الحياة للكائنات النباتية والحيوانية مما ساعد على زيادة التنوع الحيوي في المناطق الجافة وشبه الجافة التي تعاني من شح المياه.