الثورة:
الصيدلانية سارة محمد شاهر أبو سمرة:
لا يخفى على أحد أن فيتامين”د” من الفيتامينات الهامة للجسم وأن المحافظة على مستوياته أمرٌ بالغ الأهمية للحفاظ على الصحة العامة، وسنتعرف عليه أكثر في هذه السطور .
يعد فيتامين” د ” أحد الفيتامينات الذائبة في الدهون ويسمى أيضاً بفيتامين الشمس، لأن الجسم يقوم بتصنيعه عند التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية، وتعتبر أشعة الشمس هي العامل الأهم في تصنيع فيتامين د بالجسم عبر الجلد، وتتعدد مصادر فيتامين د بين مصادر طبيعية وغير طبيعية، ويفضل الحصول عليه من مصادره الطبيعية ومن أهمها الشمس حيث تعد الشمس المصدر الرئيسي لفيتامين D، إذ يسهم التعرض الكافي لها يومياً مدة 15 دقيقة على الأقل في تحفيز إنتاج فيتامين د3 (كوليكالسيفيرول) في الجلد تحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية، أما فيتامين د2 (إرغوكالسيفيرول) فيتم إنتاجه في النبات، ويوجد في الأغذية المدعمة بفيتامين D ، كما يوجد بعض الأطعمة التي تحتوي على فيتامين د مثل الأسماك و الحليب و عصير البرتقال و صفار البيض و كبدة البقر .
ورغم أن الجسم يستطيع تصنيع كميات كافية من فيتامين D، ولكن قد لا يحصل الشخص على ما يكفي منه إن كان لا يتعرض بشكل كاف إلى أشعة الشمس، أو إذا كان الجسم يواجه صعوبة في امتصاص فيتامين د و كل ذلك يؤدي إلى حدوث نقص فيه، وظهور الأعراض و يلجأ إلى تعويض هذا النقص بعدة طرق عن طريق مصابيح الأشعة فوق البنفسجي، ولكن لهذه المصابيح مخاطر، مثل أمراض الجلد وسرطان الجلد، كما أنها تحتاج إلى نظارات واقية، لذلك لا يفضل استخدام هذه الطريقة إلا بتوصية الطبيب ، أو عن طريق المكملات الغذائية حيث تتوفر مكملات فيتامين D الغذائية في صورة نقط بالفم، وشراب، وحبوب فيتامين د، وإبر للحقن في العضل.
وإن أفضل وقت لأخذ فيتامين د من الشمس يكون خلال منتصف النهار عندما تكون أشعة الشمس عمودية أو قريبة من العمودية، وتشمل العوامل التي تؤثر على كفاءة أخذ فيتامين د من الشمس ما يلي: وقت التعرض للشمس ومساحة الجلد المكشوفة لأشعة الشمس ولون البشرة، حيث كلما كانت البشرة داكنة أكثر كانت أبطأ في تصنيع فيتامين د.
أما بالنسبة لحبوب فيتامين دال فإن أفضل وقت لأخذها هو بعد تناول وجبة طعام رئيسية، إذ إن فيتامين د أحد الفيتامينات الذائبة في الدهون، وذلك يعني أن امتصاصه يتم بشكل أفضل في مجرى الدم عند تناوله مع أو بعد الأطعمة الغنية بالدهون، مثل الأفوكادو، والمكسرات، ومنتجات الألبان كاملة الدسم، والبيض.
و يعتبر فيتامين د من أهم الفيتامينات المشاركة في عملية التمثيل الغذائي لبناء العظام، وذلك من خلال تسهيل امتصاص الأمعاء للكالسيوم، ويساهم فيتامين D أيضاً في نقل الكالسيوم من الأمعاء إلى الدم بواسطة بروتينات تسمى الكالبيندين كما يحفز امتصاص المغنيسيوم والفوسفات، وبالإضافة إلى ذلك، يعمل فيتامين D على ضبط مستويات الكالسيوم والفسفور في الدم؛ ويساعد العظام على زيادة امتصاص الكالسيوم، وبالتالي تعزيز قوة وكثافة العظام، والوقاية من هشاشة العظام وترققها، والكساح. ويجدر الذكر أن فيتامين D يقي من نقص الكالسيوم، ومشاكل العظام عند مرضى الفشل الكلوي.
ومن أهم فوائد فيتامين د الأخرى هي تقليل اضطرابات الجهاز الهضمي خاصة القولون العصبي و الوقاية من مرض التصلب المتعدد و تنظيم مستويات الأنسولين في الجسم، وتقليل خطر الإصابة بداء السكري من النوع 1، و زيادة فرص الحمل بعد التلقيح أو الإخصاب الصناعي لدى النساء اللواتي لا يعانين من نقص فيتامين D مقارنة بمن يعانين من نقصه وتعزيز الخصوبة لدى الرجال عن طريق تحسين مستويات هرمون التستوستيرون، وكذلك تحسين جودة السائل المنوي ، و الحفاظ على سلامة الأم الحامل والجنين، وتجنب الولادة المبكرة، والوقاية من تشوه عظام الجنين ،و المساهمة في نمو عظام الأطفال والوقاية من الكساح، وينصح بإعطاء مكملات فيتامين دال للرضع منذ الولادة تحت إشراف الطبيب؛ حيث أن حليب الأم لا يمدهم بالكمية الكافية منه، بالإضافة إلى تقوية المناعة، والحماية من السرطان والأمراض المزمنة خاصة لدى كبار السن.
كما يقلل فيتامين د من خطر الأمراض المناعية، ويرتبط نقصه بزيادة خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية والتعرض للأمراض المختلفة ، وتخفيف أعراض متلازمة ما قبل الطمث مع مكملات الكالسيوم، وأيضاً تحفيز بصيلات الشعر القديمة، وزيادة وتحفيز تكوين بصيلات شعر جديدة، وهكذا تعرفنا على أبرز ما يتعلق بهذا العنصر الهام و فوائده ، ودمتم بصحة وعافية وأحسن حال .