الثورة – عمار النعمة:
يشكل المعرض الذي أقيم في صالة عشتار بدمشق ويستمر حتى 8 / 6 / 2022 للفنانين د. عبدالناصر رجوب، ود. يوسف البوشي، ود. سائد سلوم حالة فنية غنية بالجمال والخصوصية والتميز.
يضم المعرض 60 عملاً فنياً متفاوتة القياس وفقاً لزاوية الرؤية التي يريد كل فنان أن يقدم من خلالها حدساً جمالياً خاصاً انطلاقاً من بديهيات الواقع الراهن، واستشراقاً لرؤية مستقبلية.
الفنان التشكيلي الدكتور سائد سلوم أكد في تصريح له أن الأعمال التي شارك بها منفذة من حيث التقنية الفنية بألوان الاكريليك والأتربة على القماش، وأن تجربته في المعرض ذات رؤية تعكس تطورات الواقع الإنساني مع المكان الذي لم يعد كما هو مألوف وواقعي وجميل، مشيراً أنه يثير في نفس المتلقي مزيداً من القلق والتوتر تجاه مايحدث في الواقع والطبيعة، حيث أننا أصبحنا نرى اللامألوف مألوفاً، ونرى الغرائبية على نحو طبيعي، إننا نتعايش مع الألم وكأنه صديق اعتدنا عليه، وهذا الأمر يعده الفنان سلوم من أكثر الأشياء خطورة على المستقبل أو على الإنسان في المستقبل، فلم يعد الإنسان في الأماكن العامة والخاصة في الحدائق والطبيعة في منزله أيضاً كما يجب بل في (النقطة الوهمية) كما يسميها السرياليون.
بدوره الفنان التشكيلي الدكتور عهد الناصر رجوب قدم لوحات بتقنية الألوان الزيتية وكثافات لونية بفعل ضربات السكين على ألواح من الخشب تارة وقماش الخيش تارة أخرى.
مشيراً إنها رؤية خاصة به من أعماق الذاكرة يستحضر بها صوراً ومشاهد تجمع بين عالم غريب من الإشراق في الطبيعة، وعالم آخر يستيقظ فجأة من حلم أزرق ولذلك نرى أن التكوينات أو التأليفات في كل لوحة هي رؤية من نافذة مختلفة، نافذة تطل على الطبيعة تدهشنا بالتأمل لعالم مثالي يسمو فوق الواقع ويجعل الروح كائناً منفصلاً عن الجسد المثقل بالهموم وإرهاصات التوتر والتردد والألم، ونافذة ثانية تتألف عناصرها وتتآلف بشكل قسري فتحمل فراغات الأشكال قوة كامنة من الضغط النفسي الذي يحول المادة من صلبة إلى سائلة ليجعل من جمالياتها عدمية حقيقية للزمان والمكان.
أما الفنان الدكتور يوسف الوشي فقدم مجموعة لوحات بتقنية الألوان الزيتية وخامات متعددة تتداخل مع الأتربة المعجونة بالزيت.
وقال: أعمالي ليست حلماً ملوناً أو أحلام يقظة، فيها الواقع مربكاً إلى درجة الانفعال المستمر، فيها رؤية ذات نظرة وجودية في فلسفة الحياة ومجرياتها المعاصرة ليس في سورية فحسب بل على مستوى العالم الإنساني الذي يرى فيه الاستشراس المتصاعد، وهذا يقود الإنسانية إلى عالم الغابة في قوانينها وحياتها، ومايزيد التوتر استخدامه للشكل الصريح في مركز اللوحة والاستشراس اللوني الذي ينتقل بالعدوى حتى إلى الكومبارس (الأشكال الثانوية ) وهي كرؤية تجد الواقع متأرجحاً بين الوجود والعدم في حركة مستمرة.