الثورة- ترجمة ختام أحمد:
التعقل النووي هو نزع السلاح نهائياً، أما الجنون النووي فهو التطوير والنشر المستمر، والاستثمار اللانهائي له.
بالرغم من انه لا يمكننا إلغاء اختراع الذرة وتطبيقاتها العسكرية والمعرفة التكنولوجية فصندوق “باندورا النووي” مفتوح للأسف إلى الأبد، لكن يجب علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لتجنب حرب نووية لا يمكن فهمها على هذا الكوكب، وهذا يشمل دعم المفاوضات المستقبلية لإنهاء سباق التسلح النووي الناشئ في القرن الحادي والعشرين والذي يخرج عن نطاق السيطرة “.
فقد أظهرت رويترز تقريراً مخيفاً يقول: “يجب أن يتجاوز السوق العالمية للصواريخ والقنابل النووية 126 مليار دولار في غضون عشر سنوات، بزيادة ما يقرب من 73 في المائة عن مستويات 2020، وفقًا لتقرير صادر عن شركة Allied Market Research .
هل هناك “سوق عالمي” للصواريخ النووية؟ تقصد، كما لو أن هناك سوقًا للنفط والذهب، لطالما كنت أفهم الأسلحة النووية فقط باعتبارها جيوسياسية، كنذير للجحيم التي ولدت في الحرب العالمية الثانية ومشروع مانهاتن الذي أطلق شعار ” الموت أصبح بيدنا “.
هناك أكثر من 12000 رأس نووي هنا وهناك على كوكب الأرض، والمزيد قادم. لمجرد أن استخدامها ينطوي على ميول انتحارية، فهذا لا يعني أن البناة يجب ألا يستفيدوا منها.
وبالعودة إلى رويترز، تقريرAllied Market Research،”من المتوقع أن يكون هناك سباق لامتلاك أسلحة نووية من قبل قوى عظمى مثل الولايات المتحدة وروسيا، لتسريع انتهازية الأعمال في غضون السنوات القادمة. في عام 2021 ، كان لدى الولايات المتحدة وروسيا 5550 و 6255 رأسًا نوويًا، ومن المتوقع أن تصل إلى 6380 و 6734 في عام 2030 على التوالي. ستشجع النفقات التي أنفقتها الشركات الكبرى مثل لوكهيد مارتن وبي أيه إي سيستمز وإيرباص وبوينغ على البحث والتطوير والإدارة وعقد المعارض والندوات لعرض أهمية وجدوى الأسلحة النووية للدول وعلى زيادة مخصصات ميزانياتها.
إن تصاعد الخلافات الحدودية بين الدول المجاورة، وخطط التوسع الإقليمي، وجهود ترسيخ هيمنة استراتيجية وسياسية على المستوى العالمي تظل عوامل أساسية تدعم سوق القنابل والصواريخ النووية. سيؤثر النزاع الجاري بين أوكرانيا وروسيا بشكل ملحوظ على ديناميكيات الأعمال في السنوات المقبلة.
وإليكم الأمر: الجانب الإيجابي للحرب العالمية الثالثة ( بالنسبة لأمريكا ومصانع الأسلحة فقط). هناك أموال يمكن جنيها في النزاعات الحدودية واشتباكات القوى العظمى – أموال كثيرة، استمروا في ذلك، أيها الأولاد انتم تتقاتلون وتُقتلون ونحن نجني الثروات .
في عام 2015 ، حشدت صناعة الدفاع جيشًا صغيرًا من 718 من أعضاء جماعات الضغط على الأقل ووزعت أكثر من 67 مليون دولار للضغط على الكونغرس لزيادة الإنفاق على الأسلحة بشكل عام.
المال يجعل العالم يدور، وإذا كنت تستطيع التحكم في تدفقه، فإنك تتحكم في العالم وتسيطر عليه أو هكذا يبدو.
كما أشارت قصة The Nation فإن عقود الأسلحة النووية تحظى بالرفاهية، يُطلق على نموذج العمل اسم “التكلفة الإضافية”، أي: “بغض النظر عن مدى إمكانية مقارنة تجاوزات التكلفة المرتفعة بالعطاءات الأصلية، يحصل المقاولون على نسبة ربح مضمونة أعلى من تكاليفهم. الأرباح المرتفعة مضمونة بشكل فعال، بغض النظر عن مدى عدم كفاءة المشروع أو تجاوزه في الميزانية”.
والضغط المستمر الذي يمارسه الجمهوريون في الكونغرس لإجراء تخفيضات في البرامج الاجتماعية المحلية هو آلية حاسمة تضمن أن تكون دولارات الضرائب الفيدرالية متاحة للعقود العسكرية المربحة.
يبدأ الشتاء النووي بشتاء الجمجمة: بواقع مجرد بارد، الربح فيه يتفوق على العقل.
أولئك الذين يريدون مستقبلًا آمناً للعالم عليهم بدء المفاوضات الجادة مع الكونغرس قبل روسيا، لأن الشيطان الأكبر يدور في دهاليز البيت الأبيض.
بقلم: روبرت كوهلر
المصدر: Antiwar