الثورة- لقاء ومتابعة دينا الحمد
بمناسبة مرور مائة عام على إقرار صك الانتداب على فلسطين المحتلة دعت الرابطة السورية للأمم المتحدة المنظمة الدولية إلى وقفة قانونية وسياسية وإنسانية جديدة ومراجعة مواقفها وقراراتها حيال القضية الفلسطينية.
وأكد الأستاذ الدكتور جورج جبور رئيس الرابطة في تصريح خاص لصحيفة الثورة أن هذه المناسبة تستدعي من الأمم المتحدة مراجعة أو “محاكمة” صك الانتداب غير القانوني، كما تستدعي من كل الشرفاء في العالم البدء بحملة تعبئة دولية لطي كل ما نتج عن ذاك القرار الذي مهد لاحتلال فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني.
وبيّن رئيس الرابطة أن يوم 19 نيسان 2020 كان يوم وقفة إنسانية أولى مع صك الانتداب على فلسطين الذي أقره مؤتمر سان ريمو الذي عقد في 19 نيسان 1920 بسان ريمو، في إيطاليا، وكان مؤتمراً عقده منتصرو الحرب العالمية الأولى بمن فيهم اليابان في أقصى الشرق، وقسموا بلاد الشام أو زادوا في تقسيمها، وفرضوا على فلسطين انتداباً كان من نتائجه تهجير نصف سكانها وفرض نظام عنصري على من بقي فيها منهم.
وأضاف الدكتور جبور مرت الأسابيع الماضية التي سبقت مرور مئوية إقرار المنتصرين لصك الانتداب باهتة، ولم تهتم بالأمر إلا رابطتنا التي تدخل عامها الثامن عشر، ولن تمر الذكرى المئوية في 24 تموز القادم إن شاء الله باهتة، وسنتحرك منذ الآن ليوم الوقفة الإنسانية، وسنكثف حملتنا الإعلامية حتى تحقيق الهدف المنشود في عودة الحقوق المغتصبة، وسنواصل عرض حقيقة قرار الانتداب الجائر والخطوات التي على العرب والفلسطينيين اتخاذها من أجل تثبيت حقوق الشعب الفلسطيني.
وقال رئيس الرابطة: نبذل جهداً في هذا الشأن، وتعلمون أن التأييد المعلن ضعيف سواء من قبل من بلغه نبأ الاهتمام وله موقعه أو من قبل الهيئات غير الحكومية السورية والعربية، كما أن قدرة الرابطة على الإبلاغ محدودة، ونحن نعلم أيضاً أن الفعالية المأمولة في 24 تموز لن تكون بمستوى الطموح، ولابأس أن نقول: تذهب المئوية وتأتي بعدها سلسلة من الـ”الخمس وسبعينات”، ففي 29 تشرين الثاني 2022 وقفة إنسانية أهم مع قرار تقسيم فلسطين، وفي 11 كانون الأول 2023 الذكرى الـ 75 للقرار 194 وهكذا دواليك، فللـ “خمسة والسبعينات” قيمتها القانونية والسياسية الدولية، لكن التذكير بها اليوم لا يصح أن يجعلنا نقصر في بذل الجهد من أجل تعظيم حجم فعالية 24 تموز 2022.
وأضاف الدكتور جبور إن “المائة” أوقع لفظاً وأعلى منزلة من “الخمسة وسبعين”، ورابطتنا تعمل من أجل السلم في العالم وهي رابطة إنسانية الطابع وتعمل للإنسانية، وقضيتها الأولى فلسطين المناضلة ضد العنصرية المتجلية في كتابات هرتزل المؤسس والمتجدد تجليها في كل يوم، وهي ذاتها العنصرية التي يقام لها احتفال سنوي كبير في يوم “مسيرة الأعلام” كما مرّ منذ أيام، وهو يوم هدفه المعلن أمام العالم القول للفلسطينيين: “نحن أعلى منكم رتبة إنسانية ولنا الفخر وليسمع العالم”.
وختم رئيس الرابطة حديثه بالقول: أرجو أن تكون الأمانة العامة للأمم المتحدة قد سمعت صوتنا، وقد يحفزها ذلك على القيام بما تطلبه منها الرابطة السورية للأمم المتحدة، ألا وهو عقد ندوة قانونية سياسية إنسانية تبحث في التوصيف القانوني لصك الانتداب على فلسطين: “أليس جريمة ضد الإنسانية”؟ وهو عنوان الندوة المقترحة كما ورد في رسالتنا الأولى إلى أمين عام الأمم المتحدة يوم 19 نيسان 2020.