والحل مع طنجرة الضغط؟

 

أعادت لنا أحداث مباراة الوحدة والكرامة بكرة السلة ذكريات أقل ما يمكن وصفها بالتعيسة، لا يمكن لصانعيها وللمشتركين فيها أن يجلسوا اليوم ويتباهوا بما فعلوه في ماضي الزمن ويضحكوا معتبرين أن ما حصل جزءاً طريفاً من تاريخهم الشخصي، من المؤكد أنهم اليوم نادمون بعد ما نضجوا، لماذا؟ لأنهم أدركوا أن ما فعلوه أيام الطيش هو ارتكاب حماقة!!.

لا يمكن فرز جمهور عن آخر في ما يتعلق بظاهرة (عنف المشجع)، ولكن للأمانة والتاريخ فإن جمهورنا السوري هو الأكثر تميزاً فيها بدءاً من رياضاته الشعبية، وصولاً للرسمية والكبرى خلال البطولات، وللأمانة أيضا فإن جمهورنا هو الأكثر إصراراً على عدم التطور من الناحية الانضباطية لأن الرياضة إنما تعكس تطور المجتمع، وهو للأسف ما لا نجاري فيه أقرب جيراننا فكيف العالم المتقدم ؟!.

كلنا يتذكر مذبحة ملعب هيسل التي قام بها الهوليغنز وكيف دمروا واجهات المحال وقتلوا وضربوا مشجعي السيدة العجوز، وتناقلت وسائل الإعلام الأوروبية والغربية ذلك كما تفعل وقت الحروب، ذلك الحدث بما فيه من خسائر بشرية ومادية صار درساً في إنكلترا والجمهور الإنكليزي الذي كان دائماً هو الأعنف وتمت السيطرة عليه بعدها.

استطراد طويل كان لا بد منه لنفهم نشوزنا عن المشهد الرياضي العالمي، الذي صار رياضياً فعلاً، ولم يعد يهتم بالبلطجة والعنتريات والعنف الذي يمارسه المشجعون بل على العكس صار وباء في رياضتنا السورية، وها هو انتقل من كرة القدم إلى كرة السلة.

رئيس اتحاد كرة السلة حمّل جزءاً من المسؤولية لرجال حفظ النظام، ولا نتفق معه في هذا لأن هذا الجهاز الشرطي المختص بضبط الملاعب وجماهيرها لم تعد إمكانياته وأدواته كما كانت، لنكن على قدر من الشفافية هنا حتى نصل للقول: إن تدخله حالياً شديد الحساسية..!!

وماذا عن دور روابط مشجعي الأندية؟! فكلنا يعلم أن أنصار الأندية قيادات روحية إن جاز التعبير، تمارس دورها مباشرة أو عبر وسائل التواصل والإعلام ، تمارس التحريض على الفوضى كما تمارس الدعوة إلى النظام والانضباط لذلك يجب أن يتم انتقاء روابط مشجعين من قبل إدارات الأندية بعناية كبيرة لدورهم الكبير والفعال في تهدئة أو إثارة الجمهور.

في النهاية يلعب العامل النفسي الدور الأهم بالتحكم بنفسية المشجع، وفي هذا بعض التبرير لمشجعي رياضتنا وتخلفهم عن الركب العالمي، الذي صار يتحلى بالانضباط، فظروف المشجع النفسية ليست مثل سواها عند العربي أو الأجنبي، مشجعنا مضغوط حياتياً من كل الجوانب، ويبحث عن فرصة للانفجار والانعتاق من كل ما هو فيه من ظروف معيشية واقتصادية وغيرها لدرجة أنه تحول إلى ما يشبه طنجرة الضغط ، ويجد هذه الفرصة في الملاعب للتعبير عن غضب كامن، ولكن أن يصل الأمر إلى تخريب المنشآت الرياضية فلا يمكن تبرير هذا مطلقاً، وكيف يمكن التبرير لمن يقتلع كرسياً سيحتاج هو نفسه أن يجلس عليه مرة أخرى!!؟ أو تدمير المرافق وتكسير صنابير المياه واقتلاعها من مكانها!!؟.

إن فكرة الانتقام من الممتلكات العمومية بحد ذاتها مرعبة وهمجية، ويمكن اعتبارها مرضاً نفسياً جماعياً، حان الوقت لعلاجه عبر علم النفس الموجه، والمفقود في وسائل تواصلنا الاجتماعية!!.

 

 

آخر الأخبار
محلل اقتصادي لـ"الثورة": الحاجة لقانون يجرم التهرب الضريبي تجهيز بئر الخشابي لسد نقص مياه الشرب بدرعا البلد مشروع دمشق الكبرى مطلب قديم..م.ماهر شاكر: يبدأ من تنمية المدن والمناطق المهملة طرح ثلاثة مشاريع سياحية للاستثمار في درعا "منوّرة يا حلب" تعيد الحياة لشوارع المدينة بعد سنوات من الظلام وسط تفاقم أزمة المواصلات.. أهالي أشرفية صحنايا يطالبون بخط نقل إلى البرامكة معسكر تدريبي في تقانة المعلومات لكافة الاختصاصات من جامعة حمص مستوصف تلحديا بريف حلب يعود للحياة بجهود أهلها.. لا سيارات على طريق القشلة - باب توما بعد صيانته بين المصلحة الوطنية والتحديات الراهنة.. الصبر والدبلوماسية خياران استراتيجيان لسوريا "لعيونك يا حلب" تُنهي أعمال إزالة الأنقاض وجمع القمامة في حي عين التل هل تعود الشركات الاتحادية إلى دورها؟ وزير المالية: نطرق كل الأبواب نحو الإصلاح الاقتصادي العربي بطولات كبيرة قدمها عناصر إطفاء طرطوس "الطوارئ والكوارث" تبدأ رحلة تحسين الاستجابة للحرائق فنادق منسية في وطن جريح..حين يتحوّل النزيل إلى مريض لا سائح ؟! خسارة مضاعفة: مزارعو إدلب الجنوبي يواجهون نتائج اقتلاع الأشجار وندوب الطبيعة القلق في زمن الأزمات.. حين يختلط الأمان بالخطر الغش في الامتحان ضرب للنزاهة أم أسلوب الضعفاء..؟! وفد سوري يبدأ مهامه القنصلية في السودان لتسوية أوضاع الجالية وتقديم خدمات عاجلة مكافحة تهريب المخدرات في سوريا بعد سقوط المخلوع.. مساعٍ لاستعادة الثقة وضبط المنافذ الدوحة:ضخ الغاز الأذربيجاني إلى سوريا خطوة إنسانية واستراتيجية لتعزيز التعافي